هل يجوز جني المال مقابل لايكات على فيديوهات منصات التواصل؟ رأي الإفتاء

هل يجوز جني المال مقابل لايكات على فيديوهات منصات التواصل؟ تساؤل يطرحه كثيرون مع انتشار هذه الظاهرة وظهور شركات متخصصة في بيع الإعجابات والمتابعين بمقابل مالي.
وفي هذا التقرير، سنستعرض لكم متابعي وزوار موقع «نيوز رووم» الإخباري، رأي دار الإفتاء المصرية حول «هل يجوز جني المال مقابل لايكات على فيديوهات منصات التواصل؟».
رأي دار الإفتاء
دار الإفتاء المصرية قالت في فتوى لها حول ما يعرف بـ"اللايكات" أو الإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "اللايكات" هي تعبير المستخدمين عن الإعجاب بالمحتوى المنشور عبر الضغط على زر إلكتروني خاص مباح، وبيّنت الفتوى أن لهذه المعاملة صورتين أساسيتين:
الأولى: أن يتولى المروّج الإعلان عن الصفحة أو الحساب بما يضمن وصوله لعدد متفق عليه من المستخدمين الحقيقيين الذين يطّلعون على المحتوى ويبدون إعجابهم به، وهذه الصورة تعد خدمة مشروعة تدخل في نطاق الإجارة المباحة شرعًا.
الثانية: أن تُنشأ "لايكات" وهمية لا تعبر عن تفاعل حقيقي من مستخدمين، وهو ما يندرج تحت الغش وأكل أموال الناس بالباطل، وقد ورد النهي الصريح عنه في النصوص الشرعية، إضافة إلى مخالفته لسياسات منصات التواصل نفسها.
معاملة مستحدثة تختلف أحكامها بحسب طبيعتها
وانتهت الفتوى إلى أن بيع "اللايكات" معاملة مستحدثة تختلف أحكامها بحسب طبيعتها؛ فإذا كان الأمر ترويجًا حقيقيًا يحقق الغرض المشروع فهو جائز، أما إذا كان وهميًا ومضللًا فهو محرم شرعًا.
محاذير التربح من حسابات السوشيال ميديا
أولا: إذا كان الإعجاب أو اللايك غير حقيقي، وفاعله يجمع النقاط من ورائه فقط، بينما يتشبع جامع الإعجابات واللايكات بكثرة المعجبين، والحقيقة بخلاف ذلك. فهذا لا يجوز؛ لكونه من التعاون على الإثم.
ثانيا: الصور والمقاطع والحسابات المنكرة والمحرمة شرعا، لا يجوز للمرء متابعتها، ووضع إعجاب بها، ولو فعل ذلك؛ فإنه يكون مقرا لما فيها من منكر، معينا عليه، مشجعا على التمادي فيه، وهذا لا يجوز.
ثالث: إذا كانت الروابط التي يدخل عليها المرء ويكسب نقاطا عند فتحها إعلانات محرمة؛ فلا يجوز تصفحها. وعلى فرض كون الإعلانات مباحة، فأصحابها إنما عرضوها ليطلع الناس عليها، وبذلوا للمواقع مقابل ذلك، فلا يجوز لها أن تخدعهم بكثرة المتصفحين الذين استأجرتهم هي، أو أغرتهم بتصفح الإعلانات، وأكثرهم لم يطلع على مضمونها؛ لأن غرضه يتحقق من مجرد فتح الرابط ولو لم يتصفحه.
وعلى فرض خلو ذلك الموقع من هذه المحاذير، فلا حرج حينئذ في جمع النقاط من خلال ما ذكر، والانتفاع بها. وسبل الكسب الحلال التي لا شبهة فيها كثيرة، متوفرة لمن تحراها.