وزير خارجية نيوزيلندا: نحتاج قائدا شجاعا مثل السادات يصنع السلام

أثنى وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز، على القيادة السياسية للرئيس المصري الراحل أنور السادات، من أجل صنع السلام في المنطقة والعالم، وذلك في معرض خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة.
نحتاج قائد مثل السادات
وقال بيترز :"إننا في حاجة، قبل كل شيء، إلى قيادة شجاعة، لقد كانت قيادة شجاعة هي التي دفعت الرئيس المصري أنور السادات لإلقاء خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي في القدس، في نوفمبر 1977، مُشيدًا بالسلام.
وأضاف بيترز :"ضحى السادات بحياته ثمنًا لشجاعته، لكن بلاده وإسرائيل استفادتا من شجاعته على مدى العقود التي تلت ذلك".
وتابع بيترز "في ذلك الخطاب قال السادات: "إن النضال الذي نقلنا من حرب إلى حرب، ومن ضحايا إلى المزيد من الضحايا، حتى وصلنا اليوم إلى حافة هاوية رهيبة وكارثة مرعبة ما لم نغتنم معا اليوم هذه الفرصة المتمثلة في السلام الدائم القائم على العدل".
وواصل بيترز حديثه قائلا :"نحن بحاجة إلى قيادة تخلق الإمكانيات، وليس إخمادها.. القيادة التي تقنع ولا تسيطر، والقيادة التي تجذب ملائكتنا الأفضل، وليس غرائزنا الأسوأ.. إننا نحتاج قبل كل شيء إلى قيادة تلبي الرغبة المشتركة في المأوى والغذاء والعيش في سلام والشعور بالأمان والعيش على أمل أن يزدهر أطفالهم".
تحديات إنسانية
وتطرق بيترز، في خطابه إلى التحديات التي تواجه الإنسانية قائلا :"تشعر نيوزيلندا بقلق بالغ إزاء الكوارث الإنسانية التي نشهدها عالميًا. وبينما ينصب تركيز المجتمع الدولي، بحق، على معاناة غزة وأوكرانيا، فإن الأزمات الإنسانية في دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا والسودان وميانمار تدفعنا إلى قلق أعمق".
وأضاف :"إن ما يقلقنا هو أن آثار العنف واسع النطاق والنزوح والمجاعة من شأنها أن تخلق دورات أخرى من العنف بين الأجيال في البلدان التي تعاني بالفعل من عدم الاستقرار السياسي والصراع، إذ يحتاج ما يقرب من 17 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية في سوريا، بالإضافة إلى عدد كبير مماثل من النازحين، ويحتاج أكثر من 21 مليون كونغولي إلى دعم إنساني".
وأضاف:"في السودان، يحتاج أكثر من 30 مليون شخص، أي ما يقارب 65% من سكانه، إلى مساعدات إنسانية عاجلة وحماية، حيث انهارت الخدمات الأساسية، وانخفضت معدلات التطعيم بشكل حاد، وانتشر العنف، بما في ذلك العنف الجنسي. وقد نزح نحو 13 مليون سوداني من ديارهم.
وتابع: في ميانمار، هناك أكثر من 3.5 مليون نازح داخلياً و22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مما يجعل هذه الأزمة الإنسانية الأسوأ في جنوب شرق آسيا.
وقال بيترز إن هذه الأرقام الصارخة صادمة عند التفكير فيها لأنها تقول إن إنسانيتنا المشتركة في العديد من الأماكن تُحتقر، أو ما هو أسوأ من ذلك.
أزمة غزة
وتابع وزير الخارجية النيوزيلندي خطابه في الأمم المتحدة، قائلا :"نحن مجددًا على حافة هاوية مروعة في غزة، ولكن، نتساءل، أين هي نوعية القيادة القادرة على انتشال الإسرائيليين والفلسطينيين من هذه الهاوية وبثّ الأمل في نفوس ضحايا هذا العنف الذي لا يُطاق؟، فبدون أمل، لن تنتهي دورات العنف التي تُغذّي وتُديم هذا الصراع الذي لا ينتهي، بل ستكون أرضًا خصبة للإرهاب، تُنشئ جيلًا جديدًا من المُجنّدين لمن لا يملكون سوى الكراهية، وهذا هو السياق الحالي للحكومة النيوزيلندية في تعاملها مع المسألة الشائكة المتمثلة في إقامة الدولة الفلسطينية".
وتابع: نيوزيلندا داعمٌ دائمٌ لحل الدولتين وحق الفلسطينيين في تقرير المصير. سياستنا الراسخة هي أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية مسألة وقت، وليس مسألة إمكانية.
وقال: لاحظنا إعلانات بعض الدول في يوليو وأغسطس عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية هذا الأسبوع، وهو ما تأكد الآن. كما راقبنا عن كثب تصرفات الحكومة الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية عقب تلك الإعلانات، مع ذلك، يُعدّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية معقدًا للغاية، نظرًا لكونه جزءًا لا يتجزأ من صراع يبدو مستعصيًا لا نهاية له. قليلٌ جدًا من النيوزيلنديين يتذكرون أي فترة من السلام المستدام في الشرق الأوسط خلال حياتهم".