خبير اقتصادي: الذهب يرسخ مكانته كملاذ آمن بعد قفزة تفوق 40% في 2025
شهد الذهب خلال عام 2025 أداءً غير مسبوق، حيث ارتفعت أسعاره عالميًا ومحليًا بأكثر من 40% منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر، ليواصل تصدره للمشهد الاستثماري كأحد أهم أدوات التحوط في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي الذي يسيطر على الأسواق العالمية.
وعلى الصعيد المحلي، انعكس هذا الاتجاه القوي بشكل مباشر على السوق المصرية، إذ سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 5080 جنيهًا في أحدث إغلاق بتاريخ 25 سبتمبر، مقابل نحو 3700 جنيه في مطلع العام، أي بزيادة تتراوح بين 1350 و1400 جنيه. في الوقت نفسه، استقرت أسعار الأونصة عالميًا عند مستويات قياسية تقارب 3750 دولارًا، وهو ما يؤكد الارتباط الوثيق بين حركة السوقين المحلي والعالمي.
وفي تعليقه على المشهد، قال محمود جمال سعيد، الباحث الاقتصادي والمتخصص في أسواق المال، إن الذهب واصل ترسيخ مكانته كملاذ آمن للمستثمرين، متفوقًا على معظم أدوات الاستثمار الأخرى، بفضل قرارات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والمناطق الاقتصادية الكبرى، واستمرار الضغوط التضخمية التي دفعت إلى تعزيز الطلب على الأصول الصلبة.
وأكد في تصريح خاص لنيوز رووم ، أن شراء البنوك المركزية الكبرى للذهب ضمن استراتيجيات تنويع الاحتياطيات ساهم أيضًا في دعم الاتجاه الصاعد.
وأضاف سعيد أن التراجع الطفيف الذي شهدته السوق المحلية خلال الأيام الأخيرة يمثل تصحيحًا مرحليًا طبيعيًا عقب موجة صعود قوية، مدفوعًا بعمليات جني أرباح، لكنه لا يغيّر من الاتجاه العام الصاعد الذي ما زال يحتفظ بجميع مقوماته الداعمة.
وتوقع الباحث الاقتصادي أن يواصل الذهب تحقيق أداء قوي خلال الربع الأخير من 2025 وبداية 2026، مرجحا وصول أسعار الأونصة إلى مستويات تتراوح بين 3800 و4000 دولار، في ظل استمرار الطلب المؤسسي والرسمي، واستمرار حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي التي تعزز مكانة الذهب كخيار استثماري أول للمستثمرين حول العالم.
