شيرين النجار: نتنياهو وجه رسالة معادية مباشرة للعالم أجمع

قالت الدكتورة شيرين النجار، الباحثة في الشأن الأمريكي والعلاقات الدولية، إن خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يعد استعراضًا متطرفًا يعكس حالة إنكار للواقع، ويعمق عزلة إسرائيل السياسية على الساحة الدولية.
أوضحت الدكتورة شيرين النجار في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن نتنياهو لم يقدم أي مبادرة سياسية واقعية، بل كرس مواقفه الأيديولوجية المتصلبة برفض إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة والإجماع الدولي المتنامي الداعم لحل الدولتين.
وأضافت النجار أن نتنياهو وصف الدولة الفلسطينية بأنها انتحار وطني، وهذا يعد انقلابًا خطيرًا على القانون الدولي، ورسالة عدائية مباشرة للعالم أجمع، مفادها أن إسرائيل لن تنصاع لأي حل سلمي يعترف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
وتابعت أن الخطاب عكس توجهات كومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وتجاهل بالكامل الكارثة الإنسانية في غزة، مكتفيًا بتصوير العمليات العسكرية الإسرائيلية على أنها انتصارات على محور المقاومة المدعوم من إيران.
وأكملت أنه يعيد تكييف الصراع على أنه حرب ضد الإرهاب الإيراني، متجاهلاً جوهر القضية الفلسطينية التي بدأت قبل تأسيس حماس بعقود"، بحسب تعبيرها.
فيما يتعلق بإيران، اعتبرت النجار أن حديث نتنياهو عن "انتصارات حاسمة" ضد الحوثيين وحماس وحزب الله، إلى جانب مطالبته بتفكيك البرنامج النووي الإيراني، يهدف إلى تأليب الرأي العام الغربي وربط الصراع في غزة بصراع إقليمي أوسع لتبرير العدوان المتواصل على المدنيين.
د.شيرين النجار: إسرائيل لا تريد شكل من أشكال الحكم الذاتي الفلسطيني الحقيقي بغزة
وحول شروط إنهاء الحرب على غزة، قالت النجار إن اشتراط نزع سلاح حماس والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، مع تشكيل سلطة مدنية موالية لإسرائيل، "يعني فعليًا تكريس الاحتلال تحت مسمى جديد، وتفريغ القطاع من أي شكل من أشكال الحكم الذاتي الفلسطيني الحقيقي".
كما انتقدت النجار بشدة محاولة رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو تشويه دوافع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، معتبرة اتهاماته للقادة الغربيين بالرضوخ لدوائر انتخابية إسلامية متطرفة وحشود معادية للسامية بمثابة تحريض فج يتنافى مع مبادئ الدبلوماسية ويعكس ضيقًا متزايدًا من العزلة الدولية التي تواجهها إسرائيل".
وأكدت النجار أن الانسحاب الجماعي للوفود من القاعة أثناء الخطاب، والمظاهرات الحاشدة أمام مقر الأمم المتحدة، تمثل رسالة واضحة بأن العالم لم يعد يقبل بتبريرات إسرائيل الدائمة للعنف والاحتلال، وأن الرواية الإسرائيلية لم تعد مهيمنة كما كانت في الماضي.
د.شيرين النجار : الرأي العام العالمي يتحرك بقوة لصالح القضية الفلسطينية
وختمت الدكتورة شيرين النجار بالقول: "نتنياهو أراد أن يبدو قويًا في مواجهة العالم، لكنه بدا معزولًا، مهووسًا بالصراع، ومنفصلًا عن الحقائق السياسية والإنسانية، وما حدث في الأمم المتحدة هو لحظة فارقة تؤكد أن الرأي العام العالمي يتحرك بقوة لصالح القضية الفلسطينية".