جدل حول دور “شرطة عسكرية” بمدرسة السعيدية.. ومخاوف من انعكاساتها

أثار قرار إدارة مدرسة السعيدية الثانوية بتكليف مجموعة من الطلاب بدور “شرطة عسكرية” داخل المدرسة حالة من الجدل بين أولياء الأمور والمهتمين بالشأن التعليمي. وجاءت أبرز الانتقادات من مجدي مدحت، مؤسس جروب “نافذة على التعليم”، الذي أعرب عن استيائه من الفكرة محذرًا من تداعياتها على العلاقات الطلابية والمناخ التربوي.
وقال مدحت إن منح بعض الطلاب صلاحيات شبيهة بدور المعلمين في مراقبة زملائهم، سواء فيما يخص الالتزام بالزي المدرسي أو السلوكيات العامة، من شأنه أن يخلق حالة من الضغينة والتوتر بينهم.
وأضاف أن الطلاب قد يشعرون بأن زملاءهم الذين كُلِّفوا بهذا الدور يملكون سلطة ونفوذًا أكبر من غيرهم، وهو ما قد يفتح الباب لمشكلات سلوكية أو صدامات داخل المدرسة.
وأشار مؤسس “نافذة على التعليم” إلى أن هذه التجربة قد تجعل طلاب “الشرطة العسكرية” أنفسهم ينجرفون وراء إحساس مبالغ فيه بالسلطة، فيتجاوزون دورهم المرسوم لهم، ما قد يثير الشغب والعداء بينهم وبين بقية الطلاب.
وأكد أن الهدف الأساسي من وجود الطلاب بالمدرسة يجب أن يظل محصورًا في التحصيل الدراسي والمشاركة في الأنشطة التعليمية، لا الانشغال بأدوار رقابية قد تعيق اندماجهم مع زملائهم.
كما ناشد مدحت إدارة المدرسة بضرورة إعادة النظر في هذا القرار، مشيرًا إلى أنه إذا كانت المدرسة بالفعل تخضع لإشراف أو توجهات ذات طابع عسكري، فمن الأفضل أن يقوم بهذه المهام أفراد من القوات المسلحة أو مشرفون مختصون، بدلاً من تكليف الطلاب أنفسهم.
وأوضح أن الطلاب في هذه المرحلة العمرية يحتاجون إلى بيئة تعليمية قائمة على التعاون والتشجيع لا على فرض السلطة والرقابة فيما بينهم، لافتًا إلى أن مثل هذه التجارب قد تضر بالعملية التربوية أكثر مما تنفعها.
واختتم مدحت تصريحاته بالتأكيد على أن الانضباط المدرسي لا يتحقق إلا من خلال سياسات تربوية واضحة وإدارة واعية قادرة على غرس القيم والانضباط في نفوس الطلاب، بعيدًا عن أي إجراءات قد تزرع التفرقة أو النفور بينهم.
وبينما لم تصدر إدارة المدرسة تعليقًا رسميًا حتى الآن، يبقى الجدل مستمرًا حول جدوى هذه الخطوة ومدى ملاءمتها للبيئة التعليمية داخل المدارس المصرية