أيهما أفضل؟.. أداء صلاة العيد فى المسجد أم الساحات

تُعتبر صلاة العيد من أبرز الشعائر الإسلامية التي تحمل معاني الفرح والتلاحم بين المسلمين، إلا أن هناك جدلًا حول المكان الأفضل لأدائها: هل تُصلَّى في المسجد أم في الساحات؟
اختلاف الفقهاء حول مكان صلاة العيد
وفقًا لما ذكرته دار الإفتاء المصرية، فقد اختلف الفقهاء في تحديد الأفضلية بين المسجد والخلاء عند أداء صلاة العيد، وجاءت آراؤهم على النحو التالي:
الحنفية: يرون أن الخروج إلى الصحراء سنة، حتى وإن كان المسجد يتسع للمصلين، كما جاء في كتاب "رد المحتار" لابن عابدين.
المالكية: يندبون أداء الصلاة في الصحراء، بل يكرهون صلاتها في المسجد من غير عذر، باستثناء مكة، حيث تُفضَّل في المسجد الحرام لشرف المكان.
الحنابلة: يرون أن أداء الصلاة في الخلاء سنة، بشرط أن يكون قريبًا من العمران، ويكرهون صلاتها في المسجد دون عذر، إلا في مكة، حيث تؤدى في المسجد الحرام.
الشافعية: يخالفون الجمهور في هذا الأمر، إذ يرون أن الصلاة في المسجد أفضل لشرفه، إلا إذا كان هناك ازدحام، ففي هذه الحالة يُستحب الخروج إلى الصحراء.
لماذا يُفضل أداء صلاة العيد في الساحات؟
على الرغم من اختلاف الفقهاء، فإن أداء صلاة العيد في الساحات يحمل العديد من الفوائد الدينية والاجتماعية، منها:
1. تحقيق وحدة المسلمين:
الخروج إلى المصليات والساحات المفتوحة يعزز من روح الأخوة والتلاحم بين المسلمين، حيث يجتمع الجميع على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية في مكان واحد، مما يعزز الشعور بالمساواة.
2. إظهار عظمة الإسلام وشعائره:
التجمعات الضخمة للمصلين في الخلاء تعكس قوة الإسلام وانتشاره، حيث يظهر المسلمون وهم يكبرون ويهللون في مشهد إيماني عظيم.
3. استيعاب أعداد كبيرة من المصلين:
في كثير من الأحيان، لا تتسع المساجد للأعداد الكبيرة التي تحرص على أداء صلاة العيد، مما يجعل الساحات والمصليات خيارًا مثاليًا لاستيعاب الجميع دون ازدحام.
4. اتباع سنة النبي ﷺ:
من الثابت في السنة النبوية أن النبي ﷺ كان يخرج إلى المصلى في العيد، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
"كان رسول الله ﷺ يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة." (رواه البخاري ومسلم)
5. تسهيل أداء الصلاة للجميع:
الخروج إلى الساحات يجعل الصلاة أكثر سهولة ويسرًا، خاصة لكبار السن، والأطفال، والنساء، الذين قد يجدون صعوبة في الوصول إلى المساجد المزدحمة.
بحسب دار الإفتاء المصرية، فإن صلاة العيد في الخلاء أفضل عند الأحناف والمالكية والحنابلة، بينما يراها الشافعية في المسجد أفضل، إلا إذا كان هناك زحام. ومع ذلك، فإن الخروج إلى الساحات والمصليات المفتوحة أقرب إلى السنة، لما له من دور في تعزيز روح الجماعة وإبراز مظاهر الاحتفال بهذا اليوم المبارك.