محمد الشيخ قصة كفاح.. من حكم درجة ثانية إلى أشهر مدرب في مصر
لا تقتصر قصص النجاح في عالم كرة القدم، على النجوم داخل المستطيل الأخضر فقط، بل في الوقت الحالي أيضا تتضمن مدربين شباب الذين وصلوا إلى حلمهم وطموحهم بصعوبة حتى أصبحوا حديث الساعة، وأهمهم اسم محمد الشيخ الذي برز اسمه، وهو أصغر مدرب في الدوري المصري حاليًا بعمر 32 عامًا.
وبات محمد الشيخ من لاعب اضطر للاعتزال المبكر بسبب إصابة مفاجئة بالرباط الصليبي، إلى حكم، ثم إداري، قبل أن يجد شغفه الحقيقي في التدريب، وتحديدا مع فريق وادي دجلة بعدما أبهر الجميع بالنتائج الأخيرة مع الغزلان في الدوري.
من هو محمد الشيخ مدرب وادي دجلة الشاب؟
وبدأ محمد الشيخ مسيرته الكروية في سن السادسة عشرة، وكان حلمه هو لعب كرة القدم والوصول إلى أعلى درجات القمة، ولعب في قطاع الناشئين في عدة أندية محلية.
وبعدما صال وجال في الملاعب لمدة 4 سنوات فقط، قرر اعتزال كرة القدم مبكرًا بسبب إصابة قوية بقطع في الرباط الصليبي وهو في عمر ال 20 ، ليتجه بعدها إلى التحكيم.
وعمل كحكم درجة ثانية في هذه الفترة، ثم بدأ في التعليم وحصل على بعض الدورات التدريبية، وانتقل إلى العمل في التدريب، وقام الشيخ بتدريب فريق تون عنخ آمون "مسار" حاليا، في دوري الدرجة الرابعة، لمدة 3 سنوات، ثم درب نادي صول في الدرجة الثالثة لموسم واحد فقط.
واتخذ قرارا جديدًا بالعمل في الإدارة الرياضية داخل نادي النجوم، وتولى منصب هناك لمدة ثلاث سنوات؛ وبعدها أصبح المدير الفني لقطاع الناشئين بالنادي، وكان عمره 24 عامًا فقط.
ماريو ديسبوتوفيتش "وش الخير" في قصة كفاح الشيخ
وخلال عمله في نادي النجوم، حدثت الصدفة التي حوّلت مسيرة الشيخ المهنية في مجال التدريب، حيث التقى بالكرواتي ماريو ديسبوتوفيتش، الذي كان حينها يتولى منصب المدير الرياضي بنادي وادي دجلة، وبات المدرب المساعد لفريق الأمل بنادي وادي دجلة، وهو في سن ال 28 عامًا فقط، ليشغل بعدها منصب المدير الفني للفريق، ويقود فريق 2005 في بطولة ودية قبل نهاية الموسم.
وصعد محمد الشيخ بفريق وادي دجلة الأول لكرة القدم إلى الدوري الممتاز هذا الموسم، وهو في عمر ال 32 عامًا، ليصبح أصغر مدرب في النسخة الحالية من البطولة.
نتائج وادي دجلة مع محمد الشيخ في الدوري هذا الموسم
قاد محمد الشيخ وادي دجلة في تحقيق مفاجأة كبرى في افتتاح بطولة الدوري المصري، بالتعادل مع بيراميدز الذي توج ببطولة دوري أبطال إفريقيا النسخة الأخيرة، وبعدها خسر الغزلان من إنبي وبعدها بتروجيت بنفس النتيجة بهدف دون رد.
ثم كشّر محمد الشيخ عن أنيابه، ليفوز بعدها وادي دجلة على زد، بهدفين مقابل هدف؛ ويحقق فوز تاريخي مدوي أمام الزمالك بنفس النتيجة.
واستكمل وادي دجلة بقيادة محمد الشيخ في استكمال النتائج المبهرة والانتصارات المتتالية، بعدما فاز على نظيره كهرباء الإسماعيلية بأربعة أهداف مقابل هدف، ثم فوز أمام طلائع الجيش بهدف نظيف.
وفي المباراة الأخيرة بالدوري، سقط دجلة في فخ التعادل الإيجابي أمام البنك الأهلي بهدف لكل منهما.
ماذا نتعلم من قصة كفاح محمد الشيخ؟
وفي نهاية هذا التقرير، يتبين لنا الدرس المستفاد من قصة كفاح المدرب الشاب الخلوق محمد الشيخ، وهو أن جميعنا نمتلك أحلام وأهداف نسعى لتحقيقها، رغم الصعوبات، ولكن هذه القصة تخبرك أنه حتى لو شعرت بالإحباط في بداية مشوارك المهني بسبب أزمة خارجة عن إرادتك فلا تيأس، واستمر في محاولاتك حتى تصل لحلمك، وحينها سيتحدث عنك الجميع، وستصبح قصة ملهمة، يتعلم منها الاجيال جيل بعد جيل.
