عاجل

"هذه المنطقة قدّمت للعالم أول كتابة".. خلف الحبتور يعلق على تصريح توم باراك

خلف الحبتور
خلف الحبتور

استنكر رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور التصريح الصادر عن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط توم باراك، والذي زعم فيه أنه "لا وجود لشيء اسمه الشرق الأوسط، بل مجرد قبائل وقرى"، معتبراً هذا القول مجافياً للحقيقة ومتجاهلاً للتاريخ العريق الذي تزخر به هذه المنطقة.

وأكد الحبتور أن الشرق الأوسط ليس مجرد مصطلح جغرافي أو سياسي طارئ، بل هو مهد الحضارات وموطن الرسالات السماوية، فمن سومر وبابل وآشور في العراق، إلى الحضارة الفرعونية على ضفاف النيل في مصر، مرورًا بفينيقيا والشام، والجزيرة العربية، وانتهاءً بظهور الدولة الإسلامية ومراكزها الكبرى، كانت هذه الأرض شاهدة على أعظم تحولات البشرية.

وأضاف أن هذه المنطقة قدّمت للعالم أول كتابة، وأول منظومة قوانين، وأولى المدن المنظمة، وأعظم الأديان التي ما زال صداها ممتداً حتى اليوم، فكيف يمكن اختزال كل هذا الإرث في عبارة سطحية مثل "قبائل وقرى"؟

 

 

 

وقال الحبتور في تغريدته على "إكس": أثارني تصريح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط  توم باراك، الذي زعم فيه أن “لا وجود لشيء اسمه الشرق الأوسط، وأنه مجرد قبائل وقرى”، وهو قول يجافي الحقيقة ويتجاهل التاريخ العميق لهذه المنطقة.

 الشرق الأوسط حقيقة راسخة وعريقة؛ هنا قامت أقدم الحضارات، من سومر وبابل وآشور في العراق، إلى مصر الفرعونية على ضفاف النيل، مروراً بفينيقيا و الشام، و الجزيرة العربية، وصولًا إلى الدولة الإسلامية بمراكزها الكبرى. هذه الأرض قدّمت للعالم أول كتابة، وأول قوانين، وأول مدينة منظمة، وأعظم الديانات. فكيف تختزل في “قبائل وقرى”؟

أما القول بأن القوميات من صناعة سايكس بيكو، فهو جهل بالتاريخ. الاتفاقية كانت مشروعاً استعماريًا لتقسيم النفوذ، لكنها لم تُنشئ هوية ولا قومية. شعوبنا قاومت الاستعمار بوعي قومي وديني متجذر، وانتزعت استقلالها بدماء أبنائها لا بقرار بريطاني أو فرنسي.

منذ آلاف السنين عرفت هذه المنطقة الدولة والسلطة والقانون، من الإمبراطوريات القديمة إلى الخلافة الإسلامية فالدولة العثمانية. لم تكن في أي يوم مجرد “تجمع قبائل”، بل كانت مركز حكم وإدارة سبقت أوروبا الحديثة بقرون.

الخلاصة: الشرق الأوسط ليس اختراعاً استعماريًا، بل هو صانع التاريخ الإنساني منذ فجر البشرية، ومهد الحضارات والعلوم والأديان. شعوب هذه المنطقة ستبقى عصية على محاولات التشويه والتبسيط.

وإذا كان هذا هو موقف المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، فماذا نتوقع منه؟ وكيف يمكن أن ننتظر منه إنصافاً أو تفهماً لقضايانا العادلة؟

 

وكان قد علّق المبعوث الأمريكي إلى لبنان توم باراك، على الجدل الذي أثارته تصريحاته المسيئة بحق الصحفيين اللبنانيين ما أثار غضب الصحفيين في جميع العالم العربي، والتي وُصفت على نطاق واسع بالإهانة المباشرة للمهنة الإعلامية. 

وزعم توم باراك في مقابلة نُشرت على منصة "إكس"، أنه لم يقصد الإساءة في حديثه، وقال: "كلمة حيواني لم أستخدمها بطريقة مهينة، ما أردته فعلاً هو: هل يمكننا أن نهدأ قليلاً؟ أن نُظهر بعض التسامح واللطف؟ نعم، لنكن أكثر تحضراً".

وأضاف: "ما قلته لم يكن لائقاً في لحظة يؤدي فيها الإعلام واجبه، أنا أدرك تماماً مدى تعقيد الموقف وصعوبته، وفهمت أنهم نادرًا ما تتاح لهم فرصة الحديث إلى شخص يُنظر إليه على أنه صاحب قرار، وهم كانوا يرون أنني ذلك الشخص، كان عليّ أن أكون أكثر صبراً وأريحية في التعامل".

إهانة بارك للصحفيين 

وكان باراك قد أثار موجة واسعة من الغضب في لبنان وخارجه، بعد أن خاطب الصحفيين في قصر بعبدا قبل بدء مؤتمر صحفي قائلاً: "اصمتوا لحظة.. في اللحظة التي يصبح فيها الوضع فوضوياً وحيوانياً، سنغادر، ما دفع نقابة الصحافة اللبنانية إلى التلويح بمقاطعته، فيما أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً أعربت فيه عن أسفها لهذا السلوك دون تسميته.

ردود فعل غاضبة من الصحفيين في مصر

ردود الفعل الغاضبة لم تتوقف عند لبنان، فقد أصدر نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، بياناً شديد اللهجة عبر الصفحة الرسمية للنقابة على "فيسبوك"، أعرب فيه عن استنكاره الكامل لتصرفات باراك، واصفاً إياها بأنها "جلافة ووقاحة لا يمكن التغاضي عنها".

وأكد البلشي أن التجاوزات التي ارتكبها المبعوث الأمريكي تتنافى مع أبسط قواعد اللياقة والدبلوماسية، وتشكل إهانة مباشرة للصحفيين والمهنة التي تكفلها المواثيق الدولية، مطالبًا بتقديم اعتذار علني، ودعا النقابات والهيئات الإعلامية العربية إلى مقاطعته ما لم يُظهر التزاماً واضحاً بأدب الحوار واحترام الصحافة.

وتابع البلشي: "هذه التصرفات تعكس حالة من الاستعلاء غير المقبول، وتمثل امتداداً للسياسات الأمريكية التي تجاهلت الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، خصوصاً في فلسطين، حيث استُشهد أكثر من 246 صحفياً خلال تغطياتهم الميدانية".

نقيب الصحفيين المصريين: كرامة الصحفيين ليست محل مساومة

وشدد نقيب الصحفيين المصريين على أن كرامة الصحفيين لا تقبل التفاوض، مضيفاً أن الطريقة المتعالية التي أظهرها باراك توضح بجلاء احتقاره للمهنة، ما يفرض على الجميع اتخاذ موقف موحد لحماية هيبة الصحافة والعاملين فيها.

وأشار البلشي إلى أن النقابة بدأت التنسيق مع نظيراتها في الدول العربية والدولية، لبحث تحرك مشترك من أجل ضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات، والعمل على حماية الصحفيين وكرامتهم في كل المحافل. 

تم نسخ الرابط