عاجل

144 يوما على شهر رمضان.. كيف كان الرسول يستعد لشهر الخير؟

شهر رمضان
شهر رمضان

تتسارع الأيام وتتهيأ النفوس لاستقبال شهر رمضان، مع استطلاع هلال كل شهر هجري، ومع دخول أول جمعة من شهر ربيع الآخر لعام 1447، يكثر البحث عن موعد شهر رمضان وكم يتبقى أمامنا وكيف نتهيأ لهذا الشهر المبارك. 

فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عند حلول شهر رمضان: [مرحبا بمطهرنا من الذنوب].

شهر رمضان 1447
شهر رمضان 1447

موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا وشرعيًا

رمضان شهر كريم أعز الله شأنه من بين شهور العام، وهو الشهر الذي أفرده الله بالشرف العظيم حين ذكره باسمه دون شهور العام في كتابه الكريم وجعله مبدأً للإسلام ونزول القرآن ؛ قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة: 185).

وفقًا للحسابات الفلكية للعام الهجري الجديد 1447 هجريا، فإن موعد شهر رمضان 2026، يبدأ مع مساء الثلاثاء 17 فبراير وينتهى مساء السبت 21 مارس. وجاء في كتاب "التوفيقات الإلهامية"، أن بداية شهر رمضان لعام 2026 ميلاديا - 1447 هجريًا، سيكون يوم الأربعاء الموافق 18 فبراير، في حين فإن رؤية هلال شهر رمضان تحسب بالرؤية الشرعية التي تجريها دار الإفتاء المصرية وتكون بغروب شمس يوم 29 من شهر شعبان.

سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم

لفظ "رمضان" مشتق من الرمض، وهو شدة وقع الشمس على الرمل وغيره. وقال الليث: "هو حرقة القيظ"، والاسم: الرمضاء.

وقد اشتُقت كلمة "رمضان" من هذا المعنى؛ لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة، سموها بالأزمنة التي كانت فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر. وقيل: إن رمضان مشتق من "رمض الصائم"، أي اشتد حر جوفه، أو لأنه يحرق الذنوب. وجمع رمضان: رمضانات.

خصائص شهر رمضان 

على المسلم أن يخص رمضان بالإكثار من تلاوة القرآن كما أن ربه خصه بإنزال القرآن فيه، وكما كان حال رسوله الكريم ﷺ ، فقد صح عن النبي ﷺ أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وكان ذلك في شهر رمضان، وقد شعر النبي ﷺ بقرب أجله في العام الأخير لأن جبريل قد عارضه القرآن مرتين.

ولذا كان السلف الصالح والعلماء يكثرون من مدارسة القرآن وتلاوته في شهر رمضان، فكانت السيدة عائشـة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس - أي ارتفعت - نامت.

وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن، وكان النخعي يختم في كل ثلاث ليال في العشرين الأول من رمضان، وفي العشر الأواخر يختم في ليلتين سوى الصلاة. 

وكان لأبي حنيفة ستون ختمة في رمضان، وكان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن في المصحف، وكان للإمام الشافعي ختمتان في كل يوم سوى الصلاة.

فلعل هذه الأخبار تحفز المسلم وترغبه في الإقبال على القرآن الكريم ويتلوه في هذا الشهر العظيم، وينبغي أن يحرص المسلم على ختم القرآن على الأقل مرة واحدة في رمضان.

الخصلة الثاني التي خص الله بها شهر رمضان : "وجوب صومه"، فهو الشهر الوحيد الذي أوجب الله صومه وجعل صومه أحد أركان الدين، قال تعالى : ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة :185]. وقال النبي ﷺ: «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان» [رواه البخاري ومسلم].

ولقد شرع الصوم في أوقات أخرى على جهة الندب كيومي الاثنين والخميس، والأيام القمرية الثلاثة من كل شهر عربي، وعاشوراء، ويوم عرفة، وقد يوجب المسلم على نفسه الصوم بالنذر، وقد يندب الإكثار في أغلب أيام الشهر كشهر شعبان والمحرم إلا أن ذلك كله لا يعارض أن شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي أوجب الله صومه.
والصوم تدريب على الصبر واحتمال ألم الجوع في سبيل الله، ولقد وعد الله الصابرين بأجر عظيم فقال تعالى : ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر :10].

الاحتفالات في مصر برؤية هلال رمضان

كانت الاحتفالات في مصر برؤية هلال رمضان تبدأ في يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وكانت احتفالات كبيرة وعظيمة على مدى التاريخ الإسلامي في مصر، يحضرها وجهاء الناس وكبار رجال الدولة في العاصمة والمدن الكبرى. ويؤكد المؤرخ إبراهيم عناني - عضو اتحاد المؤرخين العرب - أنه في عام 155هـ خرج أول قاضٍ لرؤية هلال رمضان، وهو القاضي أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة، الذي وُلِّي قضاء مصر، وخرج للنظر في الهلال. وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تُعَدُّ لهم دكة على سفح جبل المقطم، عُرفت بـ "دكة القضاة"، يخرجون إليها لاستطلاع الأهلة.

صيام شهر رمضان 
صيام شهر رمضان 

فلما كان العصر الفاطمي، بنى قائدهم بدر الجمالي مسجدًا على سفح المقطم، واتُّخذت مئذنته مرصدًا لرؤية هلال رمضان. كما سنَّ الفاطميون أيضًا ما يُعرف بـ موكب أول رمضان أو موكب رؤية الهلال، وهي العادة الحميدة التي استمرت في العصر المملوكي، حيث كان قاضي القضاة يخرج لرؤية الهلال، ومعه القضاة الأربعة كشهود، حاملين الشموع والفوانيس. وكان يشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف. وفي هذا العصر، نُقل مكان الرؤية إلى منارة مدرسة المنصور قلاوون (المدرسة المنصورية) بين القصرين، لوقوعها أمام المحكمة الصالحية - مدرسة الصالح نجم الدين بالصاغة. فإذا تحققوا من رؤية الهلال، أُضيئت الأنوار على الدكاكين والمآذن، وأُضيئت المساجد، ثم يخرج قاضي القضاة في موكب تحف به جموع الشعب، حاملة المشاعل والفوانيس والشموع، حتى يصل إلى داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام.

أما في العصر العثماني، فعاد موضع استطلاع الهلال مرة أخرى إلى سفح المقطم، حيث كان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب في (المدرسة المنصورية) بين القصرين، ثم يركبون جميعًا، يتبعهم أرباب الحِرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم، حيث يترقبون الهلال. فإذا ثبتت رؤيته، عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية، ويُعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان، ويعود إلى بيته في موكب حافل، يحيط به أرباب الطرق والحرف، وسط أنواع المشاعل، في ليلة مشهودة. واستمر الأمر كذلك حتى أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بنقل مكان إثبات رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق.

ومع إنشاء دار الإفتاء المصرية في أواخر القرن التاسع عشر، أُسندت إليها مهمة استطلاع هلال رمضان والاحتفال به. وتقوم الدار بهذه المهمة كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وذلك من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية في الوادي الجديد، وتوشكى، وسوهاج، وقنا، والبحر الأحمر، ومدينة السادس من أكتوبر، ومرسى مطروح، ومرصد حلوان. وتُعلن الدار نتيجة الاستطلاع في احتفال رسمي كبير، يحضره الإمام الأكبر، والمفتون السابقون، ووزير الأوقاف، ومحافظ القاهرة، والوزراء، وسفراء الدول الإسلامية، ورجال القضاء، وغيرهم من رجال الدولة، ويكونون جميعًا في ضيافة مفتي الديار المصرية.

وقد كان الاحتفال يتم في سرادق بجوار دار القضاء العالي عندما كان مقر دار الإفتاء فيها، ثم استقلت الدار بمبناها الحالي في الدراسة، وانتقل الاحتفال إلى قاعة المؤتمرات بالدور الأرضي بمبنى الدار، حتى ضاقت بالحضور، فانتقلت إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بالأزهر الشريف بمدينة نصر - القاهرة. ويتم نقل الاحتفال عبر الإذاعات الرسمية المسموعة والمرئية، ويبدأ الاحتفال بتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم، ثم يُعلن فضيلة المفتي ثبوت رؤية الهلال، ومن ثم يكون اليوم التالي غرة الشهر الكريم، أو عدم ثبوته، فيكون اليوم التالي هو المتمم لشهر شعبان.

كيف يستقبل المسلم شهر رمضان؟ 

1- التَّوبة الصَّادقة النصوح { والتوبة هى وظيفة العمر }
2- التَّحلُّل من المظالم.رد الحقوق لأهلها من مال  وغيره
3- الدُّعاء وسؤال الله -تعالى- الإعانة على صيام شهر رمضان وقيامه.
4- المحافظة على الصَّلوات المفروضة في أوقاتها.
5- المواظبة على السُّنن الرَّواتب.
6- الإكثار من تلاوة القران واحرص على ختمة كاملة أو أكثر. 
وهذا يعين على التبكير إلى المسجد 
7- قيام اللَّيل ولو بركعات قليلة.
8- المداومة على الأذكار اليوميَّة المَسْنونة.
9- التَّصدُّق ولو بالقليل.
10- صيام الاثنين والخميس والأيَّام القمريَّة.
11- دراسة أحكام الصِّيام، وما يتعلَّق بشهر رمضان.
12- ملازمة الصُّحبة الصَّالحة الَّتي تُعين على الخير.
13- الإبتعاد عن رفقاء السُّوء، وكلّ ما يُشغل ويُلهي عن العبادة في شهر رمضان.
14- التَّقليل من الطَّعام والشَّراب.
15- رفع لياقة الجسم عن طريق ممارسة الرِّياضة ونمط الحياة الصِّحِّي
.( لبدنك عليك حقا)
16- بذل المزيد من الجُهد في العمل والدِّراسة -إنْ أمكن- للتَّفرُّغ للعبادة في شهر رمضان.
17- ادِّخار بعض المال للتَّصدُّق به وإطعام الصَّائمين في شهر رمضان.
18- التَّدرُّب على الخشوع عند قراءة القرآن، وفي الصَّلاة.
19- الحرص الشَّديد على الإخلاص في كلِّ الأعمال. وحسن الإتباع لهدي النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم. 

تم نسخ الرابط