أسامة الدليل: الصراع الفلسطيني معادلة صفرية ودرس من التاريخ|فيديو

أكد الكاتب الصحفي أسامة الدليل أن الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ 7 أكتوبر كشفت عن تحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى ما وصفه بـ"المعادلة الصفرية"، حيث يخسر فيها جميع الأطراف.
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج مساء دى أم سى، أن الانحياز للعواطف في مثل هذه القضايا لا يؤدي إلا إلى النكبات، مشيرًا إلى أن التاريخ أعطى دروسًا واضحة في هذا السياق، وأبرزها نكسة 1967 التي كانت نتيجة مباشرة لمحاولة التعامل العاطفي بدلاً من الاستراتيجي.
وأشار الدليل إلى أن القضية الفلسطينية تظل قضية عادلة، لكن التحيز لأي فصيل بعينه قد يضر بالهدف الأساسي، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. وأوضح أن بعض الفصائل الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، لا تحمل في مسمياتها اسم "فلسطين"، مما يعكس تباعد أهدافها عن المصلحة الوطنية الجامعة.
سلطة الدولة الفلسطينية قبل كل شيء
وأكد الدليل أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حسم هذه النقطة، حين أعلن صراحةً أن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، وأن أي استخدام للسلاح يجب أن يكون تحت سلطة الدولة الفلسطينية، لضمان التنسيق الوطني والحفاظ على القانون والسيادة. وأضاف أن هذا الموقف يعكس وعي القيادة الفلسطينية بخطورة الانقسام الداخلي وأثره على الحقوق الفلسطينية على المدى الطويل.
وشدد الدليل على أن القرن العشرين جلب معه ما أسماه "مصيبتين كبيرتين"، أولاهما ظهور ما يعرف بـ"الإسلام السياسي"، الذي وصفه بـ"الإجرام السياسي".
واعتبر أن حركة حماس تمثل الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن هذا الربط يوضح طبيعة الصراعات الداخلية الفلسطينية وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.
خطة ترامب: الغموض والتهديدات المحتملة
وأشار الدليل إلى خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي أعلن عنها مؤخرًا، والتي تتكون من 21 بندًا، معربًا عن القلق من أن ما كشف منه حتى الآن، مثل الانسحاب الإسرائيلي التدريجي وضمان عدم ضم الضفة الغربية، لم يقدم رؤية واضحة لحل شامل. وأوضح أن أي تجاهل لحقوق الفلسطينيين سيؤدي إلى تعميق الانقسام ويزيد من صعوبة تحقيق السلام.
وحذر الدليل من أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين قد يتحول إلى نموذج شبيه بجمهورية فرسان مالطا، أي دولة معترف بها دوليًا من دون أرض حقيقية أو سيادة فعلية، ما يهدد جوهر الحقوق الوطنية الفلسطينية ويجعل القضية عرضة للمناورات السياسية الدولية.
نكبة جديدة على الأبواب؟
وأشار الدليل إلى أن المشهد الحالي ينذر بنكبة جديدة، متسائلًا عن إمكانية الحفاظ على دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 في ظل التوسع الاستيطاني المستمر. وأوضح أن الاستمرار في التوسع الاستيطاني ليس مجرد اعتداء على الأراضي، بل يشكل تهديدًا مباشرًا لإمكانية إقامة دولة فلسطينية حقيقية ومستقلة.
كما شدد على أهمية وحدة الموقف الفلسطيني والالتزام بالحلول السياسية والقانونية، محذرًا من الانجرار وراء الحسابات العاطفية أو الفصائلية التي تقود إلى تكرار الأخطاء التاريخية، ورأى أن الدروس السابقة، خصوصًا من نكسة 1967، يجب أن تكون مرجعًا دائمًا لتجنب الانكسارات القادمة والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.