عاجل

السباحة يسرى مارديني: رحلة لجوء تتحول إلى إلهام عالمي|فيديو

السباحة يسرى مارديني
السباحة يسرى مارديني

أكدت السباحة السورية يسرى مارديني أن حياتها لم تكن لتتخيل أبدًا أن تتحول رحلتها كلاجئة محفوفة بالمخاطر إلى فيلم عالمي، أو أن تصبح مصدر إلهام لملايين البشر حول العالم. مشيرة إلى أن هدفها الوحيد أثناء الرحلة كان البقاء على قيد الحياة. 

 

وقالت مارديني خلال لقائها ببرنامج "معكم" الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي على قناة ON: "كل ما كنت أفكر فيه هو النجاة فقط، لم يكن أمامي وقت للأحلام الكبيرة."

الرياضة: طوق النجاة والأمل

أوضحت مارديني أن الرياضة كانت لها دور محوري في تحويل حياتها بعد وصولها إلى ألمانيا  وقالت: "بعد وصولنا إلى ألمانيا، كانت الرياضة طوق النجاة الوحيد بالنسبة لي. لم أتخلَ يومًا عن حلمي، وبفضل إصراري وعزيمتي، وبعد أقل من عام على رحلتنا الخطيرة، وجدت نفسي أمثل أول فريق أولمبي للاجئين في أولمبياد ريو 2016."


وأضافت أن الرياضة لم تكن مجرد نشاط بدني، بل كانت وسيلة لإعادة بناء الثقة بالنفس وتجاوز الصدمات النفسية التي عاشتها خلال رحلة اللجوء. هذا الإنجاز أكسبها شهرة عالمية وجعل قصتها رمزًا للأمل والتحدي.

 

تجاوز الخوف وبناء الثقة

تحدثت مارديني عن مخاوفها الأولية من نظرة المجتمع لها كلاجئة، لكنها اكتشفت أن الواقع كان مختلفًا تمامًا. قالت: "في البداية، كنت خائفة من تقييم الناس لي بسبب كوني لاجئة، لكن ما وجدته كان عكس ذلك تمامًا شعرت بالاحترام والتقدير، وأدركت أن قصتي لم تعد تخصني فقط، بل أصبحت تمثل ملايين اللاجئين حول العالم أصبحت مسؤوليتي أن أكون صوتهم، هذا التحول جعلها ترى نفسها ليس فقط كسباحة محترفة، بل كمصدر قوة وإلهام لمن يعيشون ظروفًا مشابهة.

 

اللاجئ والهوية: القوة والصلابة والتعاطف

شددت مارديني على أن كون الإنسان لاجئًا لا يعني فقدان هويته أو قيمه، بل يمكن أن يكون ذلك دافعًا لتعزيز القوة والصلابة والتعاطف. قالت: "أنا الآن أعيش حياة لم أكن لأحلم بها، لكني أحمل دائمًا شعورًا بالذنب تجاه من لم يحالفهم الحظ مثلي. لذلك أكرّس حياتي لسرد قصص اللاجئين، وأحاول إيصال رسائلهم للعالم."


وأوضحت أن قصتها تحمل رسالة مهمة: أي شخص يمكن أن يصبح لاجئًا في لحظة، وما يحدث لنا لا يحدد قيمتنا أو هويتنا، بل يمكن أن يكون محفزًا للتغيير الإيجابي.

 

رسالة للعالم

في ختام حديثها، أكدت مارديني أن قصتها ليست مجرد رحلة شخصية، بل مثال على الصمود والإصرار. وأضافت: "أحلم بأن يفهم العالم أن اللاجئين ليسوا أرقامًا أو حكايات حزينة فقط، بل هم أشخاص يحملون أحلامًا وقيمًا وإرادة للتغيير. ومن خلال سرد قصصهم، آمل أن يصبح التعاطف والتفهم جزءًا من طريقة تعامل البشرية مع قضية اللجوء."

 

تم نسخ الرابط