وسط قرى مركز المراغة بمحافظة سوهاج، تبرز قرية فزارة كنموذج فريد في التعليم والعلم والعمل الخيري، حيث يتجاوز عدد سكانها 20 ألف نسمة، وتتميز بنسبة أمية صفر تقريبًا، وهو ما يجعلها من القرى النادرة على مستوى الجمهورية.
ما يميز فزارة ليس فقط تفوقها التعليمي، بل كذلك كَونها حاضنة لعدد كبير من الكوادر العلمية والقيادية، حيث خرجت القرية عشرات الأطباء وأساتذة الجامعات في كليات الطب، الهندسة، العلوم، والتربية، بالإضافة إلى عدد من القضاة وضباط الشرطة، ما يجعل منها بيئة مهيأة دومًا لصناعة المستقبل.
وتضم فزارة عددًا كبيرًا من حفظة القرآن الكريم، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعمل الخيري، وعلى رأسه جمعية الرحمة، التي تُعد من أكبر الجمعيات الخيرية بالمنطقة، وتضطلع بدور محوري في تحفيظ القرآن وتقديم المساعدات للفئات الأولى بالرعاية.
كما تُعرف القرية بعائلاتها ذات الجذور العريقة التي تُجسد قيم الكرم والتآخي، من بينها عائلات: السحابات، وآل عمران (بنجع عمران والزعفراه)، والضواحي، والمهجرين، والشعابنة، والداريسة، والبواتلة، وبيت حسن، وبيت عبده، وبيت حامد وبيت حمص وغيرها من العائلات التي ساهمت في دعم مسيرة العلم والدين في القرية.
ورغم هذا الثراء البشري والعلمي، تعاني القرية من نقص كبير في الخدمات الأساسية، حيث تفتقر إلى بنك يخدم سكانها، بالإضافة إلى نقص في المدارس الابتدائية والإعدادية، وغياب مشروعات الصرف الصحي، وتردي حالة الطرق التي تحتاج إلى إعادة رصف عاجلة.
وبالنظر إلى حجم سكانها وتأثيرها الكبير في ترجيح كفة أي مرشح في الانتخابات البرلمانية، فإن فزارة تستحق اهتمامًا أكبر من المسؤولين. ومن هنا نوجّه نداء إلى السيد محافظ سوهاج بسرعة زيارة القرية والاستماع إلى مطالب أهلها، والعمل على حل مشكلاتهم المستحقة.
فزارة ليست مجرد قرية، بل نموذج يُحتذى في العلم والعمل، وتستحق أن تكون على خريطة التنمية بقوة.