اختراق طبي تاريخي.. أول زراعة كبد خنزير معدل وراثيًا لإنسان

في طفرة علمية قد تنقذ آلاف الأرواح، نجح فريق صيني في إجراء أول زراعة لكبد خنزير معدل وراثيًا لمريض بشري، في خطوة غير مسبوقة تفتح آفاقًا جديدة لمواجهة النقص الحاد في الأعضاء البشرية المانحة.
أكد موقع ديلي ميل، تمت الجراحة التجريبية على رجل ميت سريريًا (50 عامًا) بعد موافقة أسرته، واستمرت 9 ساعات، استخدم العلماء كبدًا من خنزير "باما" القزم المعدل وراثيًا (بعمر 7 أشهر)، بعد إدخال 6 تعديلات جينية، تعطيل 3 جينات خنزيرية وإضافة 3 جينات بشرية لتقليل خطر الرفض المناعي، تم توصيل العضو بأوعية المريض الدموية مع الاحتفاظ بكبده الأصلي، حيث عمل الكبد المزروع بنجاح لمدة 10 أيام، منتجًا الصفراء وحافظًا على تدفق الدم بشكل مستقر قبل إنهاء التجربة بناءً على رغبة الأسرة.
لماذا تعد هذه الخطوة مهمة؟
- أزمة التبرعات: في بريطانيا وحدها، يموت 11 ألف شخص سنويًا بأمراض الكبد، بينما ينتظر 700 مريض عمليات زرع لمدة تصل إلى 4 أشهر.
- تعدد الوظائف: يختلف الكبد عن الأعضاء الأخرى بتعدد مهامه (إزالة السموم، إنتاج البروتينات...)، ما جعل زراعته تحديًا أكبر من القلب أو الكلى.
- سابقة علمية: رغم نجاح زراعات قلب خنزير لـ"ديفيد بينيت" (عاش شهرين) وكلية لـ"توانا لوني" (لا تزال حية)، هذه أول مرة يثبت فيها كبد خنزير قدرته على العمل داخل الجسم البشري.
أكد الباحثون في دراسة نُشرت بمجلةNature أن الهدف ليس الاستبدال الدائم، بل استخدام الكبد الحيواني كـ"جسر" للمرضى في انتظار متبرع بشري، لكن العقبات باقية، مثل:
- الرفض المناعي على المدى الطويل.
- الأخلاقيات المتعلقة باستخدام أعضاء حيوانية.
- الحاجة لتجارب على بشر أحياء، وهو ما يعمل عليه الفريق بقيادة البروفيسور "لين وانغ" من الجامعة الطبية العسكرية في شيان.
وصف الخبراء الإنجاز بـ"المعلمة التاريخية"، مشيرين إلى أنه قد يُحدث ثورة في طب الزراعات، خاصة مع توافق الخنازير فسيولوجيًا مع البشر.
قال رافائيل ماتيسانز(خبير زراعة الأعضاء بإسبانيا): "هذا النهج قد ينقذ حياة المئات في الحالات الطارئة".
بينما تُثار تساؤلات أخلاقية وعلمية، يمثل هذا الإنجاز بارقة أمل للملايين، ويُظهر أن مستقبل الزراعات بين الأنواع قد أصبح أقرب من أي وقت مضى.