باحث سياسي: واشنطن بلا رؤية.. والشرق الأوسط ليس ساحة لاستعراض العضلات

أكد الباحث السياسي جمال رائف أن الإدارة الأمريكية الحالية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لا تملك استراتيجية واضحة للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط، معتبرًا أنها أصبحت "تابعًا لنتنياهو" بدلًا من أن تكون طرفًا فاعلًا مستقلًا.
لقاء ترامب بعدد من الزعماء والقادة العرب في نيويورك
وقال رائف، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية هند الضاوي في برنامج "حديث القاهرة" على قناة القاهرة والناس، إن لقاء ترامب بعدد من الزعماء والقادة العرب في نيويورك، جاء كمحاولة لإيجاد بديل لمسار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي نجح في حشد الموقف الأوروبي لدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتقديم رؤية متماسكة لحل الدولتين.
وأضاف: "المسار الأوروبي بقيادة ماكرون يسير في الطريق الصشحيح، واستطاع تحقيق انتصار دبلوماسي كبير في مؤتمر حل الدولتين"، مشيرًا إلى أن ترامب حاول العودة للمشهد متأخرًا، في ظل مواقفه المتشددة من الحل العادل للقضية الفلسطينية.
"استراتيجية كسب الوقت" لها مخاطر كبيرة
وانتقد رائف، "استراتيجية كسب الوقت" التي تتبعها واشنطن، محذرًا من خطورتها، خاصة في ظل إدراك الدول العربية لما يحدث ورفضها الانسياق وراء محاولات التسويف السياسي، مضيفًا: "العرب الآن أكثر وعيًا وذكاءً.. والشرق الأوسط لم يعد ساحة مفتوحة للمناورات الأمريكية".
وفي سياق أخر، قال الكاتب الصحفي جمال رائف، إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يأتي في سياق تحرك مصري عربي دبلوماسي مكثف لمواجهة التطورات الخطيرة في المنطقة، خاصة بعد استهداف اجتماع لقيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وأوضح رائف، في مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، أن الاتصال يأتي ضمن سلسلة اتصالات عربية يقودها الرئيس السيسي، شملت أمير قطر وملك الأردن وأمير الكويت، بهدف بلورة موقف عربي موحّد ضد محاولات فرض أمر واقع جديد في غزة والمنطقة، في ظل انتهاكات إسرائيلية متصاعدة تهدد الأمن القومي العربي.
موقف مصري ثابت من التهجير القسري
وأشار «رائف» إلى أن القيادة المصرية تُعبّر بوضوح عن رفضها القاطع لأي محاولات تهجير قسري للفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، وتتمسك بثوابتها تجاه حل الدولتين، والضغط من أجل وقف الاستيطان وتغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية، مضيفا أن مصر تؤكد خلال هذه الاتصالات دعمها الكامل للسيادة الوطنية للدول العربية ورفض أي اعتداء على أراضيها.