في أقدم المساجد.. محافظ بورسعيد يشهد احتفال ليلة القدر بالمسجد التوفيقي

شهد اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، اليوم الأربعاء، احتفالية مديرية أوقاف بورسعيد بليلة القدر، حيث أُقيم الاحتفال بالمسجد التوفيقي بحي العرب ببورسعيد، بحضور الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، والدكتور جمال عواد وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، و عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.
وتقدم محافظ بورسعيد، بالتهنئة لأبناء بورسعيد، بمناسبة ليلة القدر المباركة، داعياً المولى عز وجل أن يحفظ مصرنا الحبيبة من كل مكروه وسوء، وأن يُديم عليها نعمة الأمن والاستقرار.

فضل ليلة القدر
وتضمنت فعاليات الاحتفال، قراءة آيات من الذكر الحكيم، عقبها كلمة حول فضائل ليلة القدر المباركة، التي أنزل فيها القرآن الكريم، تلك الليلة التي يغفر فيها الله لعباده المؤمنين ويعتقهم من النار.
واختتمت الاحتفالية بتقديم عدد من الابتهالات الدينية، و تأتي هذه الاحتفالات الدينية تعزيزًا للقيم الروحية وتأكيدٱ على أهمية المشاركة و التواصل الفعال بين القيادة و المواطنين.

جدير بالذكر أن المسجد التوفيقي هو أقدم مساجد محافظة بورسعيد، حيث يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1882 خلال فترة حكم الخديوي توفيق، الذي سُمِّي المسجد نسبةً إليه. يقع المسجد في حي العرب، أحد أقدم أحياء بورسعيد، ويُعد مركزًا دينيًا وتاريخيًا هامًا في المدينة.

تاريخ المسجد
في عام 1860، قامت شركة قناة السويس ببناء مسجد في قرية العرب لخدمة العمال المصريين الذين جُلبوا لحفر القناة.
و كان هذا المسجد عبارة عن شونة للغلال مُضافة إليها مئذنة، ولم تكن تجهيزاته كافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين. بحلول عام 1868، بدأت إدارة بورسعيد بالاهتمام بالمسجد من حيث الفرش والصيانة.

وفي يونيو 1869، صدرت توجيهات بإنشاء مسجد جديد على نفقة الحكومة المصرية. واجه المشروع تحديات مثل نقص مواد البناء والمياه اللازمة، مما أدى إلى تأجيل التنفيذ. عند زيارة الخديوي توفيق لبورسعيد عام 1881، لاحظ حالة المسجد وأمر بإنشاء مسجد جديد مع مدرسة ملحقة لتعليم الأطفال. تم وضع حجر الأساس للمسجد التوفيقي في 7 ديسمبر 1882 في احتفال كبير حضره علماء وأعيان المدينة.
الدور التاريخي
لعب المسجد التوفيقي دورًا محوريًا في الحياة الدينية والاجتماعية ببورسعيد. خلال العدوان الثلاثي عام 1956، كان المسجد شاهدًا على المقاومة الشعبية، حيث احتضن تجمعات الأهالي والفدائيين. كما كان نقطة انطلاق للمظاهرات المطالبة بالحرية أثناء فترات الاحتلال، مما يجعله رمزًا للنضال الوطني.