خالد الجندي يوضح دلالات قوله تعالى "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" (فيديو)

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الآية الكريمة من سورة الفتح: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا، سيماهم في وجوههم من أثر السجود"، تشمل كل من يسجد لله بإخلاص، دون اقتصار على فئة معينة من الناس.
تفسير "سيماهم"
وأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال تقديمه حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة DMC، أن مصطلح "سيماهم" لا يُقصد به فقط العلامة الجسدية الظاهرة على الجبين، والمعروفة بين الناس باسم "زبيبة الصلاة"، وإنما يشير إلى نور معنوي يمنحه الله للساجدين يوم القيامة.
واستدل الجندي، بأن النساء يسجدن لله مثل الرجال، بل قد يسجدن أكثر، ومع ذلك لا تظهر عليهن هذه العلامة، لأنهن يسجدن على الطرحة أو أي غطاء آخر للرأس، مما يثبت أن "سيماهم" هنا لا تقتصر على أثر ظاهر، بل هي إشعاع نوراني إلهي يوم القيامة.
النور الإلهي
وأشار الجندي، إلى حديث النبي ﷺ الذي أكد فيه أن أمته ستُعرف يوم القيامة بفضل أثر الوضوء. واستشهد بحديث رسول الله ﷺ: "إن أمتي يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء".
وأوضح أن هذا النور لا يُقصد به فقط الأثر الجسدي للعبادة، وإنما هو تكريم وكرامة لأهل الطاعة الذين حرصوا على المداومة على الصلاة والوضوء والسجود لله تعالى.
الصلاة مفتاح النور
وأضاف الشيخ خالد الجندي أن الصلاة هي مفتاح النور الحقيقي الذي ينير للمسلم طريقه في الدنيا ويمنحه الشفاعة والنور يوم القيامة. ودعا المسلمين إلى المداومة على أداء الصلاة بإخلاص، فهي ليست مجرد فريضة جسدية بل عبادة شاملة تربط الإنسان بربه وتنعكس آثارها على وجهه وقلبه.
لفت الجندي، إلى أن بعض الناس يظنون أن ظهور علامة السجود على الجبين هو الدليل الوحيد على التقوى، بينما الحقيقة أن التقوى تتجلى في أخلاق المسلم وسلوكه، وليس فقط في الأثر الجسدي، مؤكدا أن الله عز وجل ينظر إلى القلوب والنوايا، وليس إلى المظاهر وحدها، مشيرًا إلى أن النور الذي يُمنح للمسلمين يوم القيامة هو ثمرة الإخلاص والطاعة، وليس مجرد أثر خارجي.

المداومة على الصلاة
وشدد الشيخ خالد الجندي، على أهمية الاستمرار في أداء الصلاة، فهي الوسيلة التي تمنح الإنسان الطمأنينة في الدنيا والنور يوم القيامة، مضيفا أن الصلاة تفتح أبواب الرحمة والنور والسكينة، داعيًا إلى إدراك قيمتها الحقيقية والعمل بها لتحقيق النور الداخلي والخارجي الذي يُعد علامة من علامات القرب من الله.