عاجل

عائلة حسام الأسطل تتبرأ منه: أفعاله لا تمثلنا وخارج عن الإجماع الفلسطيني

حسام الأسطل
حسام الأسطل

أصدرت عائلة حسام الأسطل، في الداخل والخارج، بيانًا رسميًا أعلنت فيه تبرؤها الكامل من المدعو حسام، المعروف بلقب "أبو سفن"، مؤكدة أن تصرفاته لا تعبر عن العائلة بأي شكل من الأشكال، ولا تمثل قيمها الوطنية أو الأخلاقية، واعتبرته خارجًا عن الإجماع الوطني الفلسطيني.

وجاء في البيان الصحفي الصادر مساء الأحد أن هذا الموقف يُعبّر عن وفاء العائلة لتاريخها الطويل في التضحية الوطنية والاجتماعية، ويؤكد التزامها الثابت بالقيم الدينية والعادات الأصيلة. كما وجّهت العائلة تحذيرًا لأبنائها من الانحراف عن الصف الوطني والعائلي، داعية إلى التمسك بالمبادئ الراسخة التي تربّت عليها الأجيال داخل العائلة.

تبرؤ عائلة حسام الأسطل منه

وشدد البيان على أن هذا التبرؤ ليس موجهًا لحسام فحسب، بل يُعد موقفًا مبدئيًا مسبقًا من أي فرد قد يقدم في المستقبل على أفعال مماثلة، مشيرًا إلى أن هذا الموقف ثابت ولا رجعة فيه، حفاظًا على وحدة العائلة وسمعتها ومكانتها الوطنية والاجتماعية. 

وأكدت العائلة في ختام بيانها على متانة ارتباطها بالمجتمع الفلسطيني، وتمسكها بأرضها وقيمها، مشيرة إلى أن هذا الإعلان جاء دفاعًا عن سمعة العائلة ومكانتها بين أبناء شعبها.

ظهور ميليشيا بقيادة حسام الأسطل في غزة

جاء هذا البيان بعد تداول تقارير إعلامية عبرية كشفت عن ظهور تشكيل مسلح جديد في جنوب قطاع غزة، بقيادة حسام الأسطل، وهو ضابط سابق في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. وقد أُطلق على هذه المجموعة اسم "القوة الضاربة ضد الإرهاب"، وبدأت بدعوة السكان في شرقي خان يونس للانضمام إليها، مقدمًة نفسها كـ"بديل لحكم حماس".

وفي مقابلات أجراها الأسطل مع القناة 12 العبرية وصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، تحدّث باللغة العبرية بطلاقة موجهًا خطابه مباشرة للجمهور الإسرائيلي. 

وذكر أنه بدأ التشكيل بأربعة عناصر فقط، قبل أن يتوسع لاحقًا بضم عناصر جدد، مؤكدًا أنه يتحقق من خلفيات المنضمين للتأكد من عدم ارتباطهم بحماس.

وأشار الأسطل إلى أن هدف مجموعته هو أن تكون "البديل بعد انتهاء الحرب"، مدعيًا أن السكان، بحسب تعبيره، "يريدون السلام والتعايش مع إسرائيل". 

وخلال اللقاءات، عرض صورًا لمواد تموينية مكتوب عليها بالعبرية، زاعمًا أن معسكره في غزة يتلقى دعمًا من جهات مرتبطة بإسرائيل، يشمل الطعام والمياه والطاقة من خلال ألواح شمسية.

الأسلحة والدعم والتنسيق

وادعى الأسطل أن مجموعته تتلقى أسلحة ومعدات من قنوات متعددة، من بينها دول عربية وغربية، مشيرًا إلى وجود "تنسيق جزئي" مع إسرائيل، يوفر له الحماية والدعم، بحسب ما جاء في تصريحاته.

وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فقد ربطت تقارير إسرائيلية هذا النوع من التشكيلات المسلحة أحيانًا بـتنسيق غير معلن مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، سواء عبر جيش الاحتلال الإسرائيلي أو جهاز الشاباك، أو من خلال استخدام معدات تمت مصادرتها من فصائل مسلحة، ووصفت بـ"غنائم حرب"، في المقابل، امتنعت الجهات الرسمية الإسرائيلية عن التعليق المباشر على طبيعة هذا الدعم.

وأضافت الصحيفة أن قاعدة المجموعة تقع في قرية قيزان النجار المهجّرة شرق خان يونس، قرب منطقة المواصي، حيث يدّعي الأسطل أن التشكيل توسع من 4 عناصر إلى ما يقارب 150، مع وجود خطط لتوسيع العدد إلى مئات، وإنشاء مخيمات وتوفير خدمات أساسية للنازحين.

ميلشيا حسام الأسطل 

وأشارت تقارير ميدانية إلى أن أنشطة مجموعة الأسطل تتركز في مناطق النزوح جنوب القطاع، ضمن ظروف إدارية غامضة تتراوح بين أوامر الإخلاء، والسيطرة العسكرية، والإدارة عبر أطراف ثالثة، بحسب ما أوردته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

الجدير بالذكر أن حسام الأسطل كان يعمل سابقًا في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وقد وجهت له اتهامات بالتخابر مع إسرائيل، بالإضافة إلى سجنه عدة مرات على يد حركة حماس، وصدور حكم بالإعدام بحقه من محكمة عسكرية في غزة على خلفية تورطه في اغتيال قيادات، وتعد هذه الخلفية من أبرز أسباب توجيه اتهامات متكررة له بارتباطه المباشر بإسرائيل.

صلات مع مجموعات أخرى وتحذيرات دولية

وأشارت تقارير عبرية إلى وجود علاقات بين ميليشيا الأسطل وتشكيلات عشائرية أخرى، من أبرزها مجموعة ياسر "أبو شباب" في رفح، والتي وجهت لها اتهامات مماثلة بالعمل تحت إشراف إسرائيلي جزئي، إلى جانب تورطها في عمليات نهب وتسليح، فضلًا عن أنشطة مدنية كتشغيل مدارس ومطابخ.

وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر فلسطينية عن تنسيق جزئي بين هذه المجموعات، في حين حذرت منظمات دولية من خطورة تحول هذه الميليشيات إلى فصائل مستقلة قد تُسهم في تعميق الفوضى وتقويض الاستقرار المدني، بحسب ما نشرته تايمز أوف إسرائيل.

تم نسخ الرابط