أزمة استبعاد مشاهير التلاوة
اتهامات بالمجاملة| الغضب يسيطر على مشاهير القراء بعد استبعادهم من الإذاعة .. ومهلة 90 يومًا للتصحيح

90 يومًا أعلنتها نقابة القراء ستعيشها في ترقب وعد تنازلي وانتظار أمام قرار رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد المسلماني باستبعاد عدد كبير من القراء، وحسم لإمكانية العدول عن الخريطة الجديدة للتلاوة بإذاعة القرآن الكريم.
أزمة استبعاد مشاهير التلاوة
قرار «المسلماني» الصادر يوم الأربعاء 15 يناير الجاري حمل تأكيدًا على احترامه للقراء وعائلاتهم ونقابتهم، وأن الهدف الأسمي هو خدمة القرآن الكريم، وتعزيز المدرسة المصرية للتلاوة بأفضل رموزها، إلا أن بيانه لم يشف صدور القراء ونقابتهم الذين أصروا على عودة الخريطة القديمة وعدم قصر التلاوة على 32 قارئًا ممن توفاهم الله تعالى.
ومن خلال تواصل موقع «نيوز رووم» مع القراء واستطلاع الآراء، اكتفى البعض بالقول لا تعليق ومن بينهم الشيخ محمود الخشت، والشيخ عبدالناصر حرك، فيما حرص آخرون ومن بينهم الشيخ ياسر الشرقاوي والشيخ محمد السلكاوي على قول: «اللي عند ربنا مابيروحش، الحمد لله».

الخريطة الجديدة للتلاوة بإذاعة القرآن الكريم
شملت خريطة إذاعة القرآن الكريم في دورتها الحالية 32 من القراء، وهم:« مصطفى إسماعيل، محمد رفعت، عبد الباسط عبد الصمد، محمد صديق المنشاوي، محمود خليل الحصري، محمود على البنا، علي محمود، محمد محمود الطبلاوي، أبو العينين شعيشع، عبد الفتاح الشعشاعي».
كما ضمت «أحمد نعينع، عبد العظيم زاهر، إبراهيم الشعشاعي، راغب مصطفى غلوش، منصور الشامي الدمنهوري، محمد عبد العزيز حصان، شعبان عبد العزبز الصياد، حمدي الزامل، طه الفشني، محمود عبد الحكم، عبد العزيز علي فرج، عبد الرحمن الدروى، عبد العاطي ناصف، محمد أحمد شبيب، محمود محمد رمضان، محمد بدر حسين، الشحات محمد أنور، أحمد محمد عامر، كامل يوسف البهتيمي، أحمد سليمان السعدني، علي حزين، وعلي حجاج السويسي.
خدمة القرآن ولا القراء
«المسلماني» رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، قال وفق بيان الهيئة، إن دولة التلاوة في مصر لها مكانتها التاريخية والعالمية، ونحن نعتز بثراء المدرسة المصرية وتعدد نجومها الزاهرة، لكن خريطة إذاعة القرآن الكريم لا تحتمل كل هذه الأسماء الجليلة في وقت واحد، ولذا تم اختيار الأفضل بين الأفاضل، والأكثر حضوراً بين المتميزين، وسوف يخضع هذا التقدير المبدئي للمراجعة المستمرة، مراعاةً لتفاوت الأذواق ، واختلاف الرؤي، وتعدد وجهات النظر.
وأضاف: «وضعنا خريطة تنهض بالأساس علي عمالقة التلاوة، والذين تراجعت حصتهم وسط الزحام، وتراجع وجودهم خلافاً لمكانتهم ومساحتهم على مدي تاريخ إذاعة القرآن الكريم».
وشدد:«لا تعني الخريطة الجديدة استبعاد القراء المتميزين الآخرين، حيث يتم بث قراءاتهم علي محطات الإذاعة المصرية، إلي حين مراجعة خريطة إذاعة القرآن الكريم بعد الدورة الحالية».

استبعاد مشاهير القراء الحاليين من إذاعة القرآن
بينما انتقد الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء، تمسك الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، في وضع خريطة جديدة للتلاوة بإذاعة القرآن الكريم قوامها 32 قارئًا من قدامى القراء الراحلين.
وقال الشيخ محمد حشاد في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، إن قرار الهيئة الوطنية للإعلام وما تبعه من بيان صحفي أشبه بتوجيه اللوم للنقابة التي سبق وناشدت بالحفاظ على الخريطة الحالية للتلاوة، والتي تجمع في طياتها قدامى القراء من الراحلين والذين نكن لهم احترامًا ومكانة عظيمة، والقراء المعاصريين من الأعلام والمشاهير والمعتمدين لدى الإذاعة بعد خبرات طويلة واجتياز لكافة الاختبارات التي وضعتها حتى تم اعتمادهم.
مهلة 90 يومًا لعودة أعلام التلاوة
وأوضح نقيب القراء أن الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب الصحفي أحمد المسلماني لم تتواصل معهم بل وتجاهلت البيان الذي من شأنه أن يسد الطريق أمام الضجة الإعلامية التي أثيرت بعد إصرار الهيئة على المضي في قرارها، مشيرًا إلى أن النقابة بصدد انتظار ما تسفر عنه تجربة الـ 3 أشهر التي كشف عنها رئيس الهيئة الوطنية للإعلام كتجربة للخريطة الجديدة ومن ثم الحديث عن موقف آخر.
وحول حديث رئيس الهيئة الوطنية للإعلام عن توزيع للقراء على المحطات الإذاعية الأخري، اعتبر «حشاد» حديث «المسلماني» مسكن ومهدئ ليس إلا، متسائلًا: أي إذاعة يمكن قراءة القرآن الكريم فيها؟! وهل يضمن اسمتاع الناس لها؟!

غياب الرزيقي والمنشاوي علامة استفهام
بدوره تساءل أمين عام نقابة القراء الشيخ صديق المنشاوي، عن معايير استبعاد عدد من أعلام مدرسة التلاوة المصرية وفي مقدمتهم الشيخ محمود صديق المنشاوي الذي يعد عميدًا لمدرسة التلاوة وله من الجمهور والتلاوات الإذاعية والقراء السائرون على دربه ما لا يعد ولا يحصى، في حين اختير من هو أحدث منه سنًا وانضمامًا للإذاعة، وذات المدرسة التي ينتمي إليها الشيخ مصطفى إسماعيل.
«المنشاوي» قال في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» إن أمور كثيرة غفلها اختيار الهيئة منها مشايخ الصعيد من القامات التي لها جمهور عريق كأمثال الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي، كما أغفلت إلى جانبه الشيخ الراحل الرزيقي الأمين العام لنقابة القراء، والشيخ محمد الليثي، وقائمة أخرى لم يكن منطقيًا استبعادهم.
وأكمل: «الخريطة السابقة للتلاوة تميزت بالتنوع والتجديد وضمت بين جنباتها الأجيال المختلفة، ولم يكن لدى أي قارئ أو أحد من أقاربه مطمع سوى أن تلك التلاوات تجسد صدقة جارية فقط»، مؤكدًا امتعاض أهالي القراء ومحبيهم من القرار الذي لا شك سيكون التراجع عنه قريبًا جدًا سوى رغبة في مواصلة الإذاعة الأقرب إلى القلوب والأسماع والعقول رسالتها الفريدة.
وشدد على أن الغضب مبرر والقراء المستبعدون من الأعلام في ذمة الله تعالى، فلا منفعة مكتسبة من الاعتراض سوى الغضبة للحق، فهناك مدارس متشابهة اعتمدت وقراء تاريخهم أقل بكثير ممن استبعدوا لذا نرجوا إعادة الشيء لأصله الذي عليه الإذاعة منذ سبعين عامًا.
المستبعدون أثروا دولة التلاوة بأصواتهم العذبة
كان بيانًا صادر عن النقابة الثلاثاء 14 يناير الجاري، ناشدت من خلاله الهيئة الوطنية للإعلام بإعادة خريطة القراء كما كانت وعدم استبعاد أحد من قراء القراء الذين تم استبعادهم، معللة ذلك أن هؤلاء القراء هم من قامت الإذاعة على أكتافهم وأثروا دولة التلاوة بأصواتهم العذبة ولهم جمهورهم الذى ينتظر تلاوتهم في خريطة الإذاعة بمصر وخارجها.
وذكر النقيب العام للقراء الشيخ محمد حشاد أن استبعاد هؤلاء القراء يوثر سلباً على دولة التلاوة والتي تجسد القوة الناعمة لمصر في العالم أجمع وليس لأحد مصلحة فى استبعادهم غير حرمان العالم من سماعهم وهذا غير وارد فى مصر التي أثرت العالم أجمع بقرائها الأعلام الذين نشروا القرآن الكريم مجودا ومرتلا فى أنحاء العالم.
واختتم نقيب القراء بمناشدة رئيس الهيئة الوطنية للإعلام قائلًا:« والنقابة إذ تناشدكم بما عهدناه فى سيادتكم من حب وإخلاص للوطن بالبقاء على هذه النخبة الطيبة من القراء حفاظًا على دولة التلاوة المصرية».