باحث أمني سعودي لـ"نيوز رووم": حادثة الطبيب المصري انتهاكًا جسيمًا ولكنها استثناء

أُثيرت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بشأن تصرف غير مقبول من طبيب مصري يعمل في السعودية بعد قيامه بنشر صورا خارجة لمرضاه، وأصدر مركز نيرا التخصصي الطبي في السعودية بيانا حول الواقعة أكد فيه وقف الطبيب وإحالته للجهات الأمنية التي قامت بالقاء القبض عليه .
قال الدكتور فواز كاسب العنزي، باحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، إن الحادثة التي شهدتها أحد المنشآت الصحية والمتعلقة بقيام طبيب وافد بتصرفات مشينة تمس حرمة المرضى وخصوصيتهم، تمثل انتهاكًا جسيمًا للأمانة الطبية، وتعد تجاوزًا خطيرًا للنظام والقيم الأخلاقية التي تأسست عليها المهن الإنسانية، وفي مقدمتها مهنة الطب.
وثمن العنزي، يقظة الجهات الأمنية السعودية وسرعة استجابتها، التي تعكس احترافية المنظومة الأمنية في التعامل مع مثل هذه القضايا الحساسة، مشيدًا في الوقت ذاته، بتفاعل وزارة الصحة في تطبيق الإجراءات النظامية، وحرصها على حماية حقوق المرضى وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية.
وأضاف في تصريح خاص لـ"نيوز رووم": "رغم إصدار المركز الطبي لبيانه الذي أعرب فيه عن أسفه البالغ، وأكد على إيقاف الطبيب وإحالته للجهات المختصة، إلا أن من الأجدر الانتظار حتى صدور نتائج التحقيقات الرسمية قبل إطلاق الأحكام أو الافتراضات، لضمان تحقيق العدالة بصورة نزيهة".
ولفت الباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، إلى أنه رغم فداحة هذه الواقعة، إلا أنها تبقى استثناءً لا يمثل الممارسة الطبية السليمة، بل تمثل انحرافًا أخلاقيًا وسلوكًا فرديًا شاذًا، لا يعبّر عن غالبية الأطباء الملتزمين بالمبادئ المهنية والأخلاقية. وهي فرصة لتأكيد أن الطبيب الحقيقي هو من يصون المهنة ويحترم قدسية الإنسان.
وأشار إلى أن المجتمع السعودي أثبت مجددًا امتلاكه لوعي اجتماعي وصحي رفيع، تمثل في المطالبة بمحاكمة عادلة، وفي التفاعل الحضاري الراقي مع الحدث. وتعد مثل هذه الحوادث المؤسفة دروسًا مستفادة لتفعيل آليات الرقابة، وتعزيز ثقافة التبليغ، وتوضيح أهمية الميثاق الأخلاقي في المهن الطبية والإنسانية.
وبدأت الواقعة عندما تداول المتابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطبيب وافد ينتهك الأنظمة بشأن التعامل مع المرضى، ما دفع وزارة الصحة السعودية للتدخل، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة وإحالته إلى الجهات الأمنية، نظرًا لمخالفته نظام مزاولة المهن الصحية، ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل عمّا قام به الطبيب.
ومن جانبه، أصدر مركز نيرا التخصصي الطبي، بيانًا بشأن الواقعة؛ أعرب من خلاله عن أسفه البالغ عما حدث، وأكد أن المركز اتخذ الإجراءات القانونية اللازمة، مثمنًا في الوقت ذاته التفاعل الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمطالبات المنصفة التي تجسد وعيًا مجتمعيًا مسئولًا ناعبة من أصالة المجتمع السعودي، دعت لتحقيق العدالة وإنزال العقوبة الجزائية في حالة ثبوت ارتكابه الفعل الإجرامي، الذي يُعتبر انتهاكًا صريحًا لحقوق المرضى.
ولفت البيان إلى أن المتهم توقف عن العمل وفقًا للإجراءات النظامية وإتباع كل ما تقتضيه الأحوال في الحادثة، وأكد اهتمام المرز بسلامة المرضى، وتقديم الضمانات القانونية للعملاء لحماية خصوصياتهم، كما وجه الشكر لوزارة الصحة والجهات الأمنية لسرعة مباشرتهم الحادثة وملابساتها، والقبض على الطبيب المصري.