خالد بيومي : نعيش دائمًا على فكرة المظلومية واضطهاد محمد صلاح

علّق المحلل والخبير الرياضي خالد بيومي على قضية الكرة الذهبية، قائلاً إن أغلب النقاشات دارت حول فكرة المظلومية واضطهاد محمد صلاح، موضحاً أن "الواقع يؤكد أن الاضطهاد موجود بالفعل، وكذلك التعصب والعنصرية العرقية ما زالت حاضرة" وأضاف أن النجم العربي المغربي أشرف حكيمي حقق معظم البطولات وكان أكثر تأثيراً مع منتخب بلاده من ديمبلي، بل يتفوق عليه في كثير من الجوانب.
وجاء ذلك عبر تغريدة نشرها على صفحته الرسمية بمنصة "إكس" قائلًا: تلقيت ردود أفعال من الأصدقاء المتابعين على قضية الكرة الذهبية، معظمها كان يتحدث عن أننا نعيش دائمًا على فكرة المظلومية واضطهاد محمد صلاح. الحقيقة أن الاضطهاد موجود، والتعصب والعنصرية العرقية موجودة. النجم العربي المغربي أشرف حكيمي حقق كل البطولات وأكثر تأثيرًا من ديمبلي مع منتخب بلاده، بل الأكثر، حكيمي يدافع ويصنع ويهاجم ويحرز أهدافًا، ومع ذلك خارج التقييم. أتعتقدون أنها صدفة أو مصادفة؟ النماذج كثيرة: رابح ماجر، محمد صلاح، وأخيرًا أشرف حكيمي.
وكانت قد اجتمعت أنظار العالم من جديد أمام الجائزة الأكثر بريقًا في كرة القدم، الكرة الذهبية، لحظة الحقيقة التي ينتظرها اللاعبون والجماهير كل عام، لتحديد من هو الأفضل فوق كوكب المستديرة.
هذا العام.. كان الاسم عثمان ديمبيلي، نجم باريس سان جيرمان، الذي صعد إلى منصة التاريخ بابتسامة واسعة، وهو يرفع الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لعام 2025.
ديمبيلي لم يصل إلى هنا صدفة. موسم كامل كان عنوانه التألق.. 53 مباراة في مختلف البطولات، 35 هدفًا، و16 تمريرة حاسمة. أرقام صنعت منه ركيزة أساسية لفريقه الباريسي، الذي عاش موسماً تاريخياً. دوري أبطال أوروبا عاد إلى خزائن باريس، ومعه السوبر الأوروبي، والدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، وكأس السوبر الفرنسي. خماسية جعلت الفريق في قمة القارة، وجعلت من ديمبيلي بطل فرنسا الأول.
لكن، خلف كل هذا البريق، ظل سؤال يتردد: ماذا عن محمد صلاح؟ النجم المصري الذي حمل ليفربول على كتفيه طوال الموسم. 57 مساهمة تهديفية في 52 مباراة.. لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، البطولة الأصعب والأقوى في العالم.. لقب الهداف وأفضل لاعب في المسابقة. لم يكتف بتحطيم الأرقام، بل حافظ على ثباته وتألقه، عامًا بعد عام، دون أن تهزه إصابات أو ضغوط.
حتى الخصوم شهدوا له. النجم البرازيلي كاسيميرو قالها بوضوح: محمد صلاح هو الأحق بالكرة الذهبية، إنه اللاعب الأكثر توازنًا في العالم. شهادة لم تأت من مشجع عاطفي، بل من لاعب يعرف قيمة المنافسة على أعلى المستويات.
الغريب أن المعايير تغيّرت فجأة. لسنوات مضت، كانت الجائزة تُمنح استنادًا إلى الأداء الفردي حتى لو غابت الألقاب. واليوم، حين تفوق صلاح بالأرقام على الجميع، بدا أن المعايير تحولت نحو البطولات الجماعية.. وكأنها حيلة لإبعاده عن المنصة.
وهنا يبرز السؤال الأهم: هل المشكلة في الأرقام؟ أم في الاسم والجنسية؟ لاعب عربي، قادم من قرية بسيطة في مصر، يحمل اسم محمد صلاح حامد محروس غالي.. في مواجهة أسماء أوروبية ولاتينية محاطة بدعم سياسي وتسويقي ضخم. ولو كان اسمه “صلاحينيو”، وولد في مدريد أو باريس أو لندن، هل كان التاريخ ليختلف؟
اليوم، وبعد أفول حقبة ميسي ورونالدو، تراجع كثيرون وسقط آخرون.. لكن محمد صلاح ظل وحيدًا، يحافظ على أرقامه الخرافية في أقوى دوري في العالم لسبعة مواسم متتالية. لم ينل الذهب، لكنه نال ما هو أبقى: مكانة في قلوب الجماهير، وإلهام لجيل كامل، وصورة للاعب الذي صرخ في وجه المعايير المزدوجة قائلاً: أنا الأحق.. حتى وإن تجاهلتم ذلك.
قد يكون ديمبيلي الفائز الرسمي بالكرة الذهبية 2025.. لكن التاريخ سيكتب أن صلاح لم يحتج للجائزة ليصبح أسطورة، وأن الذهب الحقيقي كان دائمًا في أقدامه وإصراره وعزيمته.