عاجل

انهيار ما بعد المدرسة عند الأطفال: ما أسبابه وكيف نفهمه؟

الانهيار ما بعد المدارس
الانهيار ما بعد المدارس

قد تلاحظين أن طفلك يتصرف بطريقة مثالية في المدرسة أو الروضة، لكنه يعود إلى المنزل ليصبح مختلفًا تمامًا: صاخبًا، غاضبًا، أو حتى متمردًا.

هذا التناقض ليس غريبًا، بل له تفسير علمي يُعرف باسم "انهيار ضبط النفس ما بعد المدرسة" (After-School Restraint Collapse). 
فهو يحدث عندما يظل الطفل متماسكًا طوال اليوم لمواجهة متطلبات المدرسة، ثم يفرغ طاقاته ومشاعره المكبوتة بمجرد أن يشعر بالأمان في المنزل.

ما هو انهيار ما بعد المدرسة؟

توضح أندريا لوين ناير، مستشارة الأبوة والتربية من خلال المقال الذي نشرته في موقع todaysparent، أن الأطفال الذين يبدون هادئين ومنضبطين طوال اليوم يحتاجون إلى مساحة آمنة لإطلاق مشاعرهم المكبوتة. 
بعضهم يبكي، وبعضهم يصرخ أو يرمي الأشياء، في حين قد يظهر الأكبر سنًا سلوكًا عدائيًا أو وقحًا تجاه الوالدين أو الأشقاء.

الأطفال الأكثر حساسية أو ذوو الطاقة العالية أو الذين يواجهون صعوبات تعليمية أو اجتماعية هم أكثر عرضة لهذه الظاهرة، بينما قد يعاني الأطفال الأكثر هدوءًا من ذلك فقط في الأيام المتعبة أو عند شعورهم بالتعب أو المرض. عادةً ما يخف هذا السلوك مع مرور الوقت وتكيّف الطفل مع الروتين الجديد.

لماذا يحدث انهيار ما بعد المدرسة؟

في المدرسة، يضطر الأطفال إلى ضبط أنفسهم للتصرف بطريقة مناسبة والتعامل مع المواقف الصعبة، ما يستنزف طاقاتهم. وعندما يصلون إلى المنزل، يفقدون القدرة على الاستمرار في الكبح ويصبح البيت مساحة لإطلاق المشاعر المكبوتة.

كما يشير بعض الخبراء إلى أن هذا الانهيار قد يكون مرتبطًا بما يعرف بالانفصال الدفاعي، أي شعور الطفل بالغضب لأنه لم يكن مع والديه أثناء اليوم لكنه يحتاج إليهم بمجرد الوصول إلى المنزل.


كيفية التعامل مع انهيار ما بعد المدرسة؟

إتاحة مساحة لإطلاق المشاعر: دعي طفلك يفرغ طاقاته بطريقة آمنة من دون تدخل مباشر أو عقاب.
التواصل والتفهم: عبّري عن تفهمك لمشاعره بعبارات مثل "كان يومًا طويلًا، أليس كذلك؟" أو "أنا هنا معك".
روتين الاسترخاء: خصصي وقتًا بعد المدرسة للنشاطات المهدئة مثل ركوب الدراجة، الاستماع للموسيقى، أو حتى بعض الهدوء والراحة.
تغذية الطفل: الأطفال المتعبون والجائعون يكونون أكثر انفعالًا، لذا تأكدي من توفير وجبات خفيفة صحية عند العودة للمنزل.
الحفاظ على الاتصال اليومي: قبل المدرسة، خصصي وقتًا للطفل لتعزيز الشعور بالأمان والانتماء، مثل قراءة قصة قصيرة أو عناق صباحي.
بعد الانهيار: تعزيز التواصل والدعم
عند انتهاء نوبة الغضب، انتظري حتى يهدأ الطفل تمامًا، ثم ساعديه على التعبير عن مشاعره بالكلمات والتفكير في طرق للتعامل مع المواقف الصعبة في المستقبل. من المهم أن يشعر الطفل بالحب والقبول الكامل، حتى عندما ينهار.

 

انهيار ضبط النفس ما بعد المدرسة أمر طبيعي جدًا عند الأطفال، وهو نتيجة لطاقة مكبوتة ومشاعر مختلطة بعد يوم طويل من المتطلبات التعليمية والاجتماعية. الدعم، الصبر، والروتين الهادئ يساعد الطفل على تنظيم مشاعره والشعور بالأمان في بيته

تم نسخ الرابط