مصر تؤكد التزامها بحل الدولتين في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية

جددت مصر موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية خلال المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين، حيث شدد ممثلها على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وأن القاهرة ستواصل بذل كل الجهد الممكن من أجل وقف إطلاق النار في غزة وتهيئة الأجواء للحوار السياسي.
مستمرون في السعي لوقف إطلاق النار بغزة
أكدت مصر أن أولويتها العاجلة هي التوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن استمرار العمليات العسكرية وما يترتب عليها من سقوط ضحايا أبرياء وتدمير للبنية التحتية لا يمكن أن يستمر دون تدخل دولي حقيقي.
وأوضح ممثل مصر أن القاهرة تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة، سواء عبر اتصالات مباشرة مع الأطراف المعنية أو من خلال تنسيقها مع القوى الدولية والإقليمية، في محاولة لوقف نزيف الدم الفلسطيني وفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع.
حل الدولتين ضرورة أمنية قبل أن يكون التزامًا سياسيًا
شددت الكلمة المصرية على أن حل الدولتين ليس خيارًا سياسيًا فقط، بل هو ضرورة أمنية للمنطقة بأسرها، محذرة من أن غياب حل عادل سيؤدي إلى استمرار دوامة العنف وعدم الاستقرار.
وأكدت أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل، يمثل الضمانة الوحيدة لإنهاء الصراع بشكل جذري وفتح صفحة جديدة من التعايش السلمي.
حل الدولتين التزام أخلاقي وإنساني
أوضحت مصر أن حل الدولتين ليس مجرد التزام سياسي أو دبلوماسي، بل هو التزام أخلاقي وإنساني تجاه الشعب الفلسطيني الذي يواجه محاولات التهجير القسري والإبادة الجماعية في غزة.
وأضافت أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل والفعّال، ليس فقط لإدانة الانتهاكات الإسرائيلية، ولكن لاتخاذ خطوات عملية تضمن وقف العدوان ومحاسبة مرتكبيه، والبدء في مسار حقيقي للسلام العادل.
لا استقرار دون تسوية عادلة وشاملة
جاء في كلمة مصر أن الاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا عبر تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، مؤكدة أن تجاهل حقوق الفلسطينيين المشروعة لن يجلب سوى المزيد من الأزمات.
وحذرت من أن محاولات فرض حلول أحادية أو الالتفاف على المسار التفاوضي لن تؤدي إلا إلى تعميق الانقسام وزيادة التوتر، ما ينعكس سلبًا على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
إشادة بجهود السعودية وفرنسا في دعم المؤتمر
كما أعربت مصر عن تقديرها لجهود كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية في تنظيم ودعم هذا المؤتمر الدولي، مشيدة بالدور الذي تقوم به الرياض وباريس في الدفع نحو تبني رؤية مشتركة تدعم حل الدولتين وتضع حدًا للانتهاكات المستمرة ضد الفلسطينيين.
وأكدت أن هذه الجهود الدولية يجب أن تتكامل مع الدور العربي والإقليمي، بما يفتح المجال أمام بناء توافق دولي واسع لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وإعادة إعمار قطاع غزة، وإطلاق عملية سلام جادة وفاعلة.
مصر ودورها المحوري
واختتمت الكلمة بالتأكيد على أن مصر ستظل في طليعة الدول المدافعة عن القضية الفلسطينية، مستندة إلى تاريخها ودورها الإقليمي وموقعها الجغرافي، مشيرة إلى أن أي حل يضمن الأمن والاستقرار لا يمكن أن يتجاهل الدور المصري المركزي.
وبهذا الموقف، تعيد القاهرة التأكيد على أن السلام لن يتحقق بالقوة أو بسياسات الأمر الواقع، وإنما عبر العدل والاعتراف بحقوق الفلسطينيين، وهو ما يجعل من حل الدولتين الخيار الوحيد الممكن لإنهاء عقود الصراع وبناء مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة.