الخبير الاقتصادي: التوسع في استكشاف الذهب والفضة والنحاس والفحم يمثل جزءًا أساسيًا من إستراتيجية الدولة لتعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة الإيرادات
التعدين في مصر.. رافعة اقتصادية استراتيجية بين ثروات هائلة وتجارب عالمية ملهمة

في وقت تواجه فيه الاقتصادات العالمية تقلبات متسارعة وضغوطًا مالية متزايدة، تبرز الثروات التعدينية كأحد أعمدة الاقتصاد القادرة على إحداث نقلة نوعية في مسار التنمية.
احتياطيات ضخمة ومتنوعة
ومصر، بما تمتلكه من احتياطيات ضخمة ومتنوعة من المعادن النفيسة والفلزية واللافلزية، تقف أمام فرصة تاريخية لتحويل قطاع التعدين إلى رافعة استراتيجية تدعم استقرار العملة الوطنية، وتوفر مصادر دخل بديلة، وتجذب استثمارات كبرى تفتح آفاقًا جديدة للنمو.
الاقتصاد في قلب التعدين
أكد الدكتور محمد عبد الهادي، الخبير الاقتصادي، أن التوسع في استكشاف الذهب والفضة والنحاس والفحم يمثل جزءًا أساسيًا من إستراتيجية الدولة لتعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة الإيرادات. وأوضح أن المعادن النفيسة تمثل مصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية، فضلًا عن دورها في تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط والزراعة، لافتًا إلى أن جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التعدين يفتح الباب أمام شركات عالمية للدخول في السوق المصرية، بما يعزز خلق فرص عمل وتقليل فاتورة الاستيراد. وأضاف أن مصر تسعى لمنافسة دول كبرى مثل أستراليا وكندا، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على المعادن، معتبرًا الذهب "ملاذًا آمنًا" يعزز استقرار العملة في أوقات الأزمات.
ثروات هائلة وتنوع جيولوجي
من جانبه، أوضح الدكتور محمود فهمي، الخبير الجيولوجي، أن مصر تتمتع بتنوع جيولوجي فريد يجعلها من الدول الغنية بالثروات المعدنية. وأشار إلى أن هذه الموارد تنقسم إلى ثلاثة أنواع: خامات الطاقة (البترول والغاز والفحم والطفلات الكربونية واليورانيوم)، والخامات الفلزية (الحديد، الألمنيت، الرمال السوداء، المنجنيز، النحاس، الزنك، الرصاص، القصدير، والذهب على رأسها منجم السكري)، والخامات اللافلزية (الفوسفات، الكوارتز، رمال الزجاج، الحجر الجيري، البازلت، وأحجار الزينة). وشدد فهمي على أن الاستغلال الأمثل لهذه الثروات يعزز القيمة المضافة للصناعة الوطنية، ويدعم الصادرات، ويمثل فرصة قوية لتبوؤ مصر موقعًا تنافسيًا على خريطة التعدين العالمية.
فرصة ذهبية مستلهمة من التجارب العالمية
في السياق ذاته، أكد الخبير الاقتصادي محمود جمال سعيد أن الاستثمار في التعدين لم يعد خيارًا بل ضرورة، خاصة مع ارتفاع إيرادات مصر من القطاع بنسبة 131% خلال العام المالي 2024/2025 لتسجل 446 مليون دولار، بفضل زيادة إنتاج الذهب. وأشار إلى أن التوسع في التعدين يسهم في تنويع الدخل، وخلق آلاف فرص العمل، وجذب استثمارات كبرى مثل اتفاقية "أنجلو جولد أشانتي". وأضاف أن تجارب أستراليا وكندا والولايات المتحدة تثبت قدرة التعدين على أن يكون عمودًا فقريًا للاقتصاد، حيث حققت أستراليا إيرادات تجاوزت 320 مليار دولار من التعدين في 2025. وشدد على أن مصر أمام "فرصة ذهبية" لتكرار هذه النجاحات، شرط الموازنة بين الاستغلال والحفاظ على البيئة، وتعزيز الشفافية وتدريب الكوادر الوطنية.