نصر الكريم: الاقتصاد الإسرائيلي يواجه تصدعات غير مسبوقة رغم الدعم الأمريكي

قال الدكتور نصر الكريم، أستاذ العلوم الاقتصادية بالجامعة العربية الأمريكية، إن الاقتصاد الإسرائيلي يمر بمرحلة تصدعات كبيرة وصفها بأنها غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن هذه التصدعات بلغت مستويات قياسية بسبب الحرب الدائرة.

وأضاف "الكريم"، خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد سالم في برنامج كلمة أخيرة على شاشة قناة أون، أن هذه التحديات الاقتصادية لم تمنع إسرائيل حتى الآن من مواصلة الحرب، نظرًا لامتلاكها قاعدة اقتصادية ديناميكية متماسكة قبل العدوان، إضافة إلى الغطاء الكبير الذي توفره المساعدات الأمريكية، إلى جانب قدرتها على الاقتراض المستمر لتمويل عجزها.

تكلفة باهظة وعبء إضافي

وأوضح أستاذ الاقتصاد أن استمرار إسرائيل في خياراتها العسكرية يحمل كلفة مباشرة متزايدة، لافتًا إلى أن أي احتلال كامل لقطاع غزة سيضيف نحو 7 مليارات دولار إضافية على الموازنة الإسرائيلية، وهو ما قد يرفع العجز إلى 5.5% من الناتج المحلي، فضلًا عن تضخم الدين العام بشكل مقلق.

وأكد أن هذه الأرقام تمثل تحديًا هيكليًا غير مسبوق، خاصة في ظل نزوح رؤوس الأموال المحلية والأجنبية، وتراجع البيئة الاستثمارية بشكل واضح داخل إسرائيل، الأمر الذي يضع الاقتصاد أمام معضلة حقيقية على المدى المتوسط والبعيد.

سؤال مفتوح عن المستقبل

وختم الدكتور نصر الكريم مداخلته بالتأكيد على أن قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على التحمل الحالي لا تعني استمراره على الوتيرة نفسها مستقبلاً، مشددًا على أن السؤال الأهم اليوم هو: إلى متى يستطيع الاقتصاد الإسرائيلي أن يمتص هذه الصدمات المتلاحقة؟، في ظل مؤشرات متدهورة وبيئة استثمارية طاردة بشكل متزايد.

وفي سياق متصل، أكد الإعلامي أحمد سالم، خلال تقديمه برنامج كلمة أخيرة على شاشة قناة أون، أن الصورة التي يحاول البعض تصديرها بشأن قدرة إسرائيل على الاستمرار في الحرب بلا نهاية غير دقيقة، موضحًا أن الاقتصاد الإسرائيلي يواجه واحدة من أسوأ أزماته منذ سنوات.

وأشار سالم إلى أن الولايات المتحدة تقدم دعماً غير عادي لإسرائيل، لكن ذلك لا يعني أن اقتصادها في حالة رخاء، قائلاً: "الأرقام وحدها تكشف حجم الأزمة".

خسائر متفاقمة وأرقام صادمة

وأوضح الإعلامي أن معدل النمو في الاقتصاد الإسرائيلي لم يتجاوز 3% فقط، وهو رقم متدنٍ يعكس حالة التباطؤ، فيما بلغ عجز الموازنة 5.2% من الناتج المحلي، مشيرًا إلى أن تكلفة الحرب حتى الآن وصلت إلى 67 مليار دولار.