العرب والكرة الذهبية.. كم لاعبًا حقق اللقب عبر التاريخ؟

تعيش كرة القدم العربية هذه الأيام على وقع حلم يتجدد مع كل نسخة من جائزة الكرة الذهبية، التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية سنويًا لأفضل لاعب في العالم.
الجائزة التي تُعد الأرفع في عالم الساحرة المستديرة، تعود هذا العام يوم الإثنين 22 سبتمبر الجاري، حيث تحتضن العاصمة الفرنسية باريس، وتحديدًا مسرح "دو شاتليه"، الحفل الكبير الذي سيشهد تتويج نجم جديد بالكرة الذهبية.
إنجاز عربي نادر
ورغم أن كرة القدم العربية لم تحظَ بفرص كثيرة للوجود على منصة التتويج، فإن التاريخ شهد لحظتين استثنائيتين للاعبين ينحدران من أصول عربية، استطاعا أن يخطا اسميهما بأحرف من ذهب في سجل الجائزة: زين الدين زيدان وكريم بنزيمة.
زيدان.. الساحر القادم من بجاية
ينحدر زين الدين زيدان من أصول جزائرية، وتحديدًا من ولاية بجاية بمنطقة القبائل شمال شرق الجزائر. ورغم ارتباط اسمه في وقت من الأوقات بمنتخب "الخضر"، فإنه فضّل تمثيل فرنسا، ليصنع معها أمجادًا ستبقى خالدة.
في عام 1998، قاد "زيزو" منتخب "الديوك" للتتويج بلقب كأس العالم، بعد أداء استثنائي توجه بثنائية في شباك البرازيل في النهائي، كما ساهم في قيادة يوفنتوس لحصد لقب الدوري الإيطالي والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
هذه الإنجازات جعلت زيدان يتصدر ترتيب الكرة الذهبية بجدارة، جامعًا 244 صوتًا، بفارق كبير عن الكرواتي دافور شوكر (68 صوتًا) والبرازيلي رونالدو (66 صوتًا). ولم يتوقف الإنجاز عند ذلك، إذ حلّ ثانيًا في نسخة 2000، وثالثًا في نسخة 1997، ليؤكد مكانته كواحد من أعظم نجوم اللعبة.
بنزيما.. تلميذ زيدان وامتداد الأسطورة
بعد أكثر من عقدين، جاء الدور على نجم آخر من أصول جزائرية ليعيد كتابة التاريخ، وهو كريم بنزيما.
بنزيما، الذي تعود أصوله أيضًا إلى ولاية بجاية، فضّل بدوره تمثيل منتخب فرنسا، رغم محاولات الاتحاد الجزائري لضمه.
عام 2022 كان استثنائيًا في مسيرة مهاجم ريال مدريد، إذ لعب دورًا محوريًا في تتويج "الميرنغي" بلقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
هذا التألق الكبير منحه التفوق في سباق الكرة الذهبية، بعد أن جمع 549 نقطة، متقدمًا بفارق شاسع عن السنغالي ساديو ماني (193 نقطة) والبلجيكي كيفين دي بروين (175 نقطة).
وبهذا الإنجاز، أصبح بنزيمة ثاني لاعب من أصول عربية يظفر بالجائزة الأغلى في عالم كرة القدم، ليواصل الامتداد الرمزي لمسيرة زيدان.
ورغم أن القائمة على مر التاريخ اقتصرت على زيدان وبنزيمة، فإن وجود لاعبين عرب في أرقى منصات الجوائز العالمية يفتح باب الأمل أمام أجيال جديدة من النجوم العرب.
فالكرة الذهبية لم تعد مجرد جائزة فردية، بل رمزًا لطموح الملايين في المنطقة العربية، التي تنتظر اليوم الذي يرفع فيه أحد أبنائها الكأس الذهبية من قلب باريس مرة أخرى.