جمعية الإغاثة بغزة: الاحتلال طلب إخلاء مبنى يستقبل 1000مريض ويضم عيادات متنقلة

قال الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، إن استهداف ساحة "الشوا" الذي يضم أحد مقرات الجمعية في مدينة غزة يمثل ضربة قاسية للعمل الإنساني والطبي في القطاع، مؤكدًا أن هذا القصف الإسرائيلي ليس الأول، بل يأتي ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات الممنهجة على البنية التحتية الصحية.
المركز يقدم خدمات متعددة لنحو 1000 مريض يوميًا
وفي مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أوضح زقوت أن قوات الاحتلال أبلغت طاقم الجمعية بضرورة إخلاء المبنى خلال 20 دقيقة فقط، دون منح أي وقت كافٍ لإنقاذ التجهيزات أو الملفات الطبية، مشيرًا إلى أن المركز كان يقدم خدمات متعددة لنحو 1000 مريض يوميًا، من بينها الطب العام، صحة المرأة، علاج الأمراض المزمنة، إضافة إلى التأهيل والعلاج الطبيعي وخدمات متنقلة في المناطق المجاورة.
وأكد أن المبنى المستهدف كان يحتوي على واحد من أكبر المختبرات الطبية العاملة في مدينة غزة، وكان يقدم دعماً لعدد من المستشفيات المحلية، منها مستشفى الأهلي العربي ومستشفى الصحابة، بالإضافة إلى كونه مركزًا لتوزيع أدوية مرضى السرطان والكلى بالتعاون مع وزارة الصحة.
إسرائيل تستخدم روايات جاهزة لتبرير قصفها للمراكز المدنية
وأضاف زقوت: "هذا المركز يعمل منذ عام 2006، ويُعرف تمامًا لدى سلطات الاحتلال، التي تمتلك معلومات دقيقة عنه، مؤكدا أنه ممول من جهات دولية كمنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ولا علاقة لها بأي نشاط عسكري، وهذا ما يجعل من تبريرات الاحتلال ذريعة واهية لا تستند إلى أي دليل".
وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم روايات جاهزة لتبرير قصفها للمراكز المدنية، وغالبًا ما تبرر هذه الهجمات بأنها استهدفت مواقع لحماس أو فصائل أخرى، دون تقديم أدلة ملموسة، مضيفا:"ما يجري هو تدمير ممنهج، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك لتشكيل لجان تحقيق محايدة لكشف حقيقة هذه الادعاءات".
المركز يضم تجهيزات طبية متقدمة
ونوه زقوت إلى أن المركز يضم تجهيزات طبية متقدمة تزيد قيمتها على مليون دولار، من بينها أجهزة مخبرية وتشخيصية لا تتوفر في باقي أنحاء القطاع، بل وبعضها لا يوجد في الشرق الأوسط، مثل أجهزة فحص الأمراض المناعية.
وأكد أن هذا القصف هو الثالث من نوعه لمقار تابعة للجمعية منذ بدء الحرب، والتاسع منذ بداية العدوان الأخير، لافتًا إلى أن الجمعية واجهت ظروفًا صعبة، واضطرت أكثر من مرة إلى إعادة توزيع خدماتها والتنقل من مكان إلى آخر، إلا أن استهداف هذا المركز تحديدًا يمثل خسارة نوعية يصعب تعويضها.