هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين؟دار الإفتاء توضح
يعتبر الزواج من أهم المحطات في حياة الإنسان، فهو قرار مصيري يؤثر على استقراره العاطفي والنفسي والاجتماعي. ولأن القلوب تميل إلى أشخاص معينين، قد يجد الإنسان نفسه يدعو الله بأن يجمعه بشخص يحبه ويرغب في الزواج منه. لكن، هل يجوز الدعاء بذلك شرعًا؟ وما الضوابط التي وضعها العلماء لهذا الدعاء؟
رأي الفقهاء في الدعاء بالزواج من شخص معين
أجمع الفقهاء على أن الدعاء هو وسيلة مشروعة لطلب الحاجات من الله، بما في ذلك الزواج. وقد أباح الإسلام الدعاء بالزواج من شخص معين، ولكن مع ضرورة التسليم لمشيئة الله وحكمته، فقد يكون هذا الشخص غير مناسب في علم الله، رغم أنه يبدو مناسبًا في نظر الإنسان.
الصيغة الصحيحة للدعاء بالزواج
لتجنب التعلق الزائد بشخص معين، ينصح العلماء بصياغة الدعاء بطريقة متوازنة، بحيث يطلب الإنسان الخير لنفسه دون الإصرار على شخص محدد، وذلك مثل أن يقول:
“اللهم إن كان زواجي من (فلان/فلانة) خيرًا لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي، وإن كان غير ذلك فاصرفه عني واصرفني عنه ورضّني بخيرٍ منه.”
بهذه الصيغة، يتوجه الإنسان بالدعاء إلى الله بثقة في حكمته، طالبًا الخير، دون أن يقيد نفسه بشخص معين قد لا يكون مناسبًا له.
مخاطر التعلق الزائد بشخص معين
عندما يدعو الإنسان بالزواج من شخص بعينه بإصرار، دون مراعاة لمشيئة الله، فقد يؤدي ذلك إلى ألم نفسي في حال عدم تحقق الدعاء. لذلك، من الحكمة أن يكون الإنسان متوازنًا في دعائه، وألا يجعل سعادته مرتبطة بشخص معين، بل يعتمد على أن الله سيختار له الأفضل.
أمثلة من السنة النبوية عن الدعاء بالخير
في السنة النبوية، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بدعاء الاستخارة عند اتخاذ القرارات المصيرية، ومنها الزواج. وقد علّمنا أن نقول: “اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسّره لي، وإن كنت تعلم أنه شر لي فاصرفه عني واصرفني عنه وارضني به.” وهذا يوضح أهمية تفويض الأمر لله والثقة بحكمته.
هل هناك حالات يكون فيها الدعاء غير مستحب؟
لا يوجد مانع شرعي من الدعاء بالزواج من شخص معين، ولكن قد يكون غير مستحب إذا كان ذلك الشخص متزوجًا، أو إذا كان الأمر يدفع الإنسان إلى التعلق المفرط واليأس في حال لم يتحقق الدعاء. وهنا يكون من الأفضل أن يدعو الإنسان بالزواج من الشخص الصالح الذي يسعده ويحقق له الراحة النفسية.
