"بيت السناري يحيي ذكرى ميلاد سيد حجاب بليلة شعرية في حب شاعر العامية"

في إطار احتفاء القاهرة برموزها الثقافية والفنية، ينظم بيت السناري الأثري، التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، أمسية خاصة تحمل عنوان "ليلة في حب الشاعر سيد حجاب"، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لميلاد الشاعر الكبير الذي ترك إرثًا أدبيًا وفنيًا خالدًا في وجدان المصريين.
تفاصيل الاحتفال
وتُقام الفعالية مساء اليوم الإثنين الموافق 22 سبتمبر 2025، في تمام الساعة السابعة مساءً، بمقر بيت السناري الكائن بحي السيدة زينب، أحد أهم الأحياء التاريخية في قلب العاصمة المصرية.
وتشهد الأمسية مشاركة نخبة من الأسماء البارزة في المشهدين الأدبي والفني، حيث يحضر الشاعر والسيناريست الدكتور مدحت العدل، الذي تربطه علاقة وثيقة بالشاعر الراحل وبأعماله التي شكلت وجدان أجيال متعاقبة، إلى جانب الفنانة والدكتورة ميرفت الجسري، التي تقدم مداخلات فنية حول إبداع حجاب. أما إدارة اللقاء فتتولاها خبرة الكاتب الصحفي أحمد السرساوي، الذي يُضيء على محطات مختلفة من مشوار الشاعر.
وتهدف هذه الأمسية إلى إحياء ذكرى سيد حجاب، الذي عُرف بلقب "شاعر العامية المصرية"، لما حملت كلماته من صدق وبساطة وارتباط عميق بالحياة اليومية للمصريين، فقد كانت قصائده وأغانيه بمثابة مرآة صافية للمجتمع، تُعبر عن أحلام الناس ومعاناتهم، وفي الوقت ذاته تُجسد الهوية المصرية الأصيلة وتُغني الوجدان الجمعي بروح وطنية عالية. ويأتي تنظيم هذه الفعالية ليؤكد أن إبداع حجاب لا يزال حاضرًا ومؤثرًا في المشهد الثقافي، وأن إرثه يُعد جسراً يربط بين الأجيال ويُلهم الشباب على خوض غمار الكتابة الشعرية والفنية.
ولا يقتصر الاحتفاء على مجرد استذكار أعماله، بل يتضمن قراءات شعرية ونماذج غنائية من أبرز ما كتب، لتعيد للجمهور لحظات عايشها مع الدراما المصرية والمسلسلات والأغاني الوطنية التي حملت توقيعه، ورسخت مكانته كأحد أهم الشعراء الذين مزجوا بين الشعر والدراما والموسيقى.
الجدير بالذكر أن بيت السناري، باعتباره صرحًا ثقافيًا وتاريخيًا، يلعب دورًا محوريًا في إحياء التراث المصري ودعم الحراك الفني، فالبيت، الذي تحول إلى منارة ثقافية تابعة لمكتبة الإسكندرية، يُنظم على مدار العام أنشطة وفعاليات متنوعة، بدءًا من الأمسيات الشعرية والندوات الفكرية، وصولًا إلى ورش العمل الفنية والمعارض التراثية. ومن خلال هذه الأنشطة، يسعى بيت السناري إلى تعزيز الوعي الثقافي وربط الأجيال بتاريخها، مع فتح المجال أمام الشباب للمشاركة والإبداع، بما يرسخ مكانة القاهرة كعاصمة للثقافة والفنون في العالم العربي.
بهذه الأمسية، لا يُكرَّم الشاعر سيد حجاب فحسب، بل يُحتفى أيضًا بقيمة الشعر نفسه كوسيلة للتعبير عن الروح المصرية، وكأداة لمقاومة النسيان وحفظ الهوية، لتبقى كلماته علامة مضيئة في مسيرة الإبداع الوطني.