سفير فلسطين في لندن: ضغط الشارع البريطاني وراء الاعتراف بالدولة الفلسطينية

قال حسام زملط، سفير فلسطين في بريطانيا، إن الضغط الشعبي البريطاني كان له الدور الحاسم في دفع حكومة المملكة المتحدة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا القرار يحمل رمزية خاصة نظرًا لخلفية بريطانيا التاريخية في القضية الفلسطينية.
الاعتراف اليوم بالدولة الفلسطينية يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح
وأوضح زملط، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الحكاية" على قناة MBC مصر، أن بريطانيا كانت صاحبة وعد بلفور، الذي وصفه بأنه "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، مشيرًا إلى أن الاعتراف اليوم بالدولة الفلسطينية يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تصحيح خطأ تاريخي.
وأشار إلى أن الاعتراف البريطاني يُعد مجرد بداية، وخطوة أولى على طريق طويل نحو استعادة الحقوق الفلسطينية، منوهًا إلى أن هذا القرار لن يُغير من موقف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي لا يريد قيام دولة فلسطينية، بل يرفض حتى فكرة إقامة دول عربية مستقلة وذات سيادة حقيقية.
المشروع الصهيوني منذ بداياته كان استعمارياً
ونوه زملط إلى أن المشروع الصهيوني منذ بداياته كان استعمارياً، ويهدف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني بالكامل، مضيفًا أن ما يحدث الآن يعيد طرح هذه الحقيقة بقوة أمام المجتمع الدولي.
وأكد أن الموقف البريطاني الأخير من شأنه أن يحدث تأثيرًا مباشرًا في مواقف عدد من الدول الغربية، مشيرًا إلى أن بريطانيا تمتلك أدوات ضغط ونفوذ دبلوماسي قد ينعكس على سياسات دول أوروبية أخرى.
كما شدد زملط على الدور الكبير الذي تلعبه مصر في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن القاهرة ما زالت تحتفظ بثقل إقليمي ودولي في إدارة هذا الملف، وتسهم بفعالية في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن قرار بريطانيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية يُعد قرارًا مهمًا نظرًا لما تمثله المملكة المتحدة من ثقل على الساحة الدولية.
الاعتراف البريطاني سيحفز عددًا من الدول الأخرى على اتخاذ خطوات مماثلة
وأوضح موسى، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الحكاية" المذاع على قناة MBC مصر، أن هذا الاعتراف البريطاني سيحفز عددًا من الدول الأخرى على اتخاذ خطوات مماثلة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، منوهاً إلى أن النضال الفلسطيني مستمر سواء من الدول العربية أو من الفلسطينيين أنفسهم.
وأكد أن هذه الخطوة إيجابية، وأن القضية الفلسطينية لا تزال حية على الرغم من التحديات، مشيرًا إلى أن الاعتراف يعيد القانون الدولي إلى سابق عهده، لكنه نوه بأن الاعتراف حتى الآن لا يحمل صيغة تنفيذية "بعد"، موضحًا ضرورة العمل على صيغة تنفيذية تعزز من أثر هذه الخطوة.