«شعر طويل وتوكه».. أزمة في مدرسة السعيدية تكشف صراع الانضباط والحرية الشخصية

أول يوم دراسي جديد لم يخلُ من الجدل، بعدما شهدت مدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة واقعة منع طالب من دخول المدرسة بسبب ربط شعره الطويل بتوكة، وهو ما أثار نقاشًا واسعًا بين الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء.
أزمة في مدرسة السعيدية بالجيزة
الطالب، الذي حضر إلى المدرسة كغيره من زملائه، فوجئ بقرار المنع على بوابة المدرسة، بدعوى أن مظهره يخالف قواعد الانضباط. الأمر تطور سريعًا بعدما تناقل طلاب آخرون تفاصيل الواقعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى قضية رأي عام مصغرة داخل الوسط التعليمي.
انقسام الآراء حول أزمة مدرسة في الجيزة
ردود الفعل انقسمت بشدة. فبينما رأى البعض أن المدرسة تحرص على فرض الانضباط والحفاظ على هيبتها وصورتها أمام المجتمع، أبدى آخرون اعتراضهم معتبرين أن اللائحة المدرسية يجب أن تركز على السلوك والتحصيل وليس الشكل الخارجي.
وانتشرت على صفحات التواصل تعليقات ساخرة وربط البعض بين الواقعة وأحداث مشابهة جرت في مدارس أخرى خلال السنوات الماضية.
تربويون عن واقعة مدرسة بالجيزة: تكشف عن فجوة
خبراء تربويون أشاروا إلى أن الأزمة تكشف عن فجوة في التعامل مع الأجيال الجديدة، التي أصبحت ترى في حرية المظهر جزءًا من شخصيتها. وأكدوا أن الانضباط مهم، لكنه لا يجب أن يتحول إلى صراع شكلي يبعد عن الهدف الأساسي للعملية التعليمية وهو بناء شخصية الطالب وتنمية مهاراته.
في المقابل، يرى آخرون أن السماح بمظاهر غير مألوفة قد يفتح الباب لمزيد من الفوضى، خاصة أن المدرسة مؤسسة تربوية يجب أن ترسخ قيم الالتزام والجدية.
الهدف ليس العقاب وإنما التوجيه
مصادر في مديرية تعليم الجيزة قالت إن مثل هذه الوقائع تتم متابعتها بدقة، وأن الهدف ليس العقاب وإنما التوجيه، مع مراعاة أن تكون القرارات التربوية في مصلحة الطالب قبل أي اعتبار آخر.
الواقعة، رغم بساطتها الظاهرية، عكست التحديات التي تواجه المدارس مع بداية كل عام دراسي، بين سعيها لفرض الانضباط وبين مطالب الأجيال الجديدة بالحرية. وبين الموقفين، تبقى الحاجة إلى حوار تربوي يعيد تعريف الانضباط المدرسي بما يتماشى مع متغيرات المجتمع دون أن يمس العملية التعليمية.