عاجل

لماذا يعتقد الصوفية أن ليلة القدر 27 رمضان؟.. باحث يكشف مفاجآت الدراويش |خاص

ليلة القدر 27 رمضان
ليلة القدر 27 رمضان

يحتفي الصوفية بليلة القدر 27 رمضان 1446 هجريا، مع غروب شمس اليوم الأربعاء، وفي ذلك أسرار عظيمة يعتقدها الدراويش، وفي محاولة لفك اللغز التقى «موقع نيوز رووم» بأحد الباحثين المتخصصين في الشأن الصوفي لكشف أسرار ليلة القدر 27 رمضان عند الصوفية.

سر ليلة القدر 27 رمضان وكرامة أبو العباس المرسي

يقول مصطفى زايد إن شهر رمضان في مصر هو شهر الروحانية والبركات، حيث تزداد القلوب قربًا من الله، وتُضاء الشوارع والمساجد بالفوانيس والأضواء.

ولفت «زايد» إلى أنه من بين الأحداث الروحية التي تُحكى في تاريخ التصوف الإسلامي، واقعة ليلة القدر التي حدثت مع الشيخ أبو العباس المرسي في الإسكندرية خلال العصر المملوكي. مشيرًا إلى أن هذه الواقعة تُعتبر من اللحظات الفريدة التي جمعت بين التجليات الإلهية والروحانية الصوفية، ولا تزال تُذكر حتى اليوم كرمز لقوة الإيمان وحضور الله في حياة المؤمنين.

ويوضح الواقعة بقوله:  «في إحدى ليالي رمضان، وتحديدًا في ليلة السابع والعشرين، التي يُعتقد أنها ليلة القدر، كان الشيخ أبو العباس المرسي يجلس مع مريديه في مسجد العطارين. كان المسجد مكتظًا بالمصلين الذين جاءوا ليقضوا الليل في الذكر والعبادة. كان الشيخ يقرأ القرآن بصوته الهادئ الذي يُلامس القلوب، بينما كان المريدون يُرددون الأذكار والأوراد».

يضيف:  «فجأة، وبينما كان الشيخ يقرأ آيات من سورة القدر، انبعث نورٌ عظيمٌ من المسجد، وامتلأ المكان بجوٍّ من السكينة والروحانية. قال المريدون إنهم شعروا بحضورٍ إلهيٍ قويٍّ، وكأن السماء قد فُتحت أبوابها. هذا النور لم يكن نورًا عاديًا، بل كان نورًا روحانيًا اخترق قلوب الحاضرين وأشعرهم بقرب الله وقدرته».

الباحث الصوفي مصطفى زايد
الباحث الصوفي مصطفى زايد

وشدد على أنه بعد هذه الليلة، انتشر خبر هذه الواقعة في كل أنحاء مصر، وأصبح الناس يتوافدون إلى مسجد العطارين في رمضان، خاصة في ليلة السابع والعشرين، على أمل أن يختبروا شيئًا من هذه الروحانية. حتى اليوم، ما زال المسجد يُعتبر من الأماكن المقدسة التي يزورها الصوفيون والمؤمنون في رمضان.

ولفت إلى أن للصوفية طقوس خاصة في شهر رمضان، تختلف عن غيرها من الطقوس الدينية، فهم يُحيون ليالي رمضان بالذكر والمدائح النبوية، ويُكثرون من الخلوات الروحية، وتُقام حلقات الذكر في الزوايا، حيث يجتمع المريدون لترديد الأذكار والأوراد، ويُحيون الليل بالصلاة والتدبر.

ومن أشهر الطقوس الصوفية في رمضان هي "الختمة"، وهي ختم القرآن الكريم بشكل جماعي. يقوم الشيخ بقراءة جزء من القرآن، ثم يتبعه المريدون في قراءة الأجزاء الأخرى حتى يتموا القرآن كاملًا. هذه الطقوس تُعزز الروحانية وتُقوي العلاقة بين المريدين وشيخهم.


من هو أبو العباس المرسي؟ 

الشيخ أبو العباس المرسي، هو شهاب الدين أحمد بن عمر بن علي الأنصاري المرسي، هو أحد أبرز أعلام التصوف في مصر. وُلد في مدينة مرسية بالأندلس عام ستمئة وواحد وعشرين للهجرة، ثم انتقل إلى الإسكندرية حيث استقر وأصبح منارة للعلم والروحانية. تتلمذ على يد الشيخ أبو الحسن الشاذلي، مؤسس الطريقة الشاذلية الصوفية، وأصبح خليفته في نشر التصوف في مصر.

ليلة القدر عند الصوفية 
ليلة القدر عند الصوفية 

كان الشيخ أبو العباس المرسي يُعرف بزهده وتقواه، وكانت له كرامات عديدة يُحكى عنها في كتب التاريخ الصوفي. من بين هذه الكرامات، تبرز واقعة ليلة القدر التي حدثت في مسجد العطارين بالإسكندرية، والتي أصبحت علامةً على قربه من الله وقوة إيمانه.

تم نسخ الرابط