خبير: الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين خطوة رمزية ويجب أن تواكبها عقوبات

قال الدكتور حسام البقيعي، خبير العلاقات الدولية، إن الاعترافات المحتملة والمتتالية بدولة فلسطين من قِبل دول كبرى مثل بريطانيا والبرتغال وأستراليا وفرنسا، تُعد ذات أهمية رمزية وسياسية كبيرة، موضحًا أنها تعطي أفقًا سياسيًا جديدًا وتفتح بابًا فعليًا لحل الدولتين الذي يوافق عليه العالم أجمع باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
الاعترافات تظل رمزية ما لم تُصاحبها خطوات أخرى تُعاقب الدولة الإسرائيلية
وأضاف البقيعي، خلال مداخلة عبر شاشة القاهرة الإخبارية، أن «هذه الاعترافات تظل رمزية ما لم تُصاحبها خطوات أخرى تُعاقب الدولة الإسرائيلية على ما تقوم به في قطاع غزة»، مشيرًا إلى أن هناك نموذجًا ناجحًا يمكن الرجوع إليه، وهو ما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حينما فرض المجتمع الدولي عزلة ومقاطعة شديدة أدت إلى سقوطه في التسعينات والإفراج عن الزعيم نيلسون مانديلا.
وأشار الدكتور حسام البقيعي إلى أن عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين اقترب من 150 دولة، منذ إعلانها في 15 نوفمبر 1988 على يد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، موضحًا أن جرائم إسرائيل التي ترتكبها منذ عامين فاقت كل الحدود، وأصبحت تمثل إهانة شديدة للمجتمع الدولي والقانون الدولي.
بعض الدول بدأت تُغيّر موقفها
ولفت إلى أن بعض الدول بدأت تُغيّر موقفها، بعدما كانت تعتبر في البداية أن ما تقوم به إسرائيل دفاعًا عن النفس، خاصة بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية قرارات باعتقال نتنياهو وجلانت بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة.
وتابع: «هذه الخطوة لا تكفي وحدها، ويجب أن تُصاحبها عقوبات اقتصادية وسياسية حقيقية»، منتقدًا ازدواجية المعايير، مشيرا إلى أن بعض الدول التي أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، لا تزال تمنع شعوبها من التعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية، مثل بريطانيا.
بريطانيا نفسها كانت من احتضنت نشأة دولة إسرائيل
وأوضح أنه رغم وعود كير ستارمر زعيم حزب العمال البريطاني بالاعتراف بفلسطين، فإن بريطانيا نفسها كانت من احتضنت نشأة دولة إسرائيل، وهي المسؤولة تاريخيًا عن نشأة هذه الأزمة، مشيرا إلى أن عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين قد يصل إلى 155 دولة بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 80، لكن ذلك لم يمنع الولايات المتحدة من رفض منح تأشيرات للرئيس محمود عباس والوفد المرافق له لدخول نيويورك وحضور الاجتماعات.