مفاجأة مدوية .. وزير السياحة: مركز الترميم بالتحرير بلا كاميرات منذ 21 عامًا

أثار وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، جدلاً واسعاً خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية"، المذاع عبر شاشة "MBC مصر"، بعدما كشف عن مفاجأة غير متوقعة تتعلق بمركز الترميم في المتحف المصري بالتحرير.
وأوضح أوضح أن هذا المركز يعمل منذ 21 عاماً دون وجود كاميرات مراقبة، وهو أمر اعتبره "غير مقبول على الإطلاق"، مؤكداً أنه شخصياً لم يكن يتخيل أن منشأة أثرية بهذا الحجم تخلو من هذا العنصر الأمني الحيوي.
لا سرقات جديدة لكن هناك قصور في أنظمة الأمن
أكد وزير السياحة والآثار أنه لا توجد أي حالات سرقة جديدة وقعت خلال الأشهر الأخيرة داخل المتحف المصري أو المراكز التابعة له، مشدداً على أن الحديث عن فقدان قطع أثرية إضافية "غير صحيح على الإطلاق". لكنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود قصور واضح في أنظمة المراقبة داخل بعض المواقع، وعلى رأسها مركز الترميم بالتحرير.
وأضاف: "مركز الترميم يعمل منذ أكثر من عقدين، ولم يتم تزويده بكاميرات مراقبة منذ إنشائه، وهذا أمر غير مقبول. نحن الآن بصدد معالجة هذه الفجوة الكبيرة في أسرع وقت ممكن."
مقارنة عالمية: ليست أزمة مصر وحدها
في سياق حديثه، لفت الوزير إلى أن غياب الكاميرات في مراكز الترميم ليس أزمة مصرية فقط، مشيراً إلى أن عدداً من المراكز المماثلة حول العالم لا تزال تعمل بنفس النمط التقليدي. ومع ذلك، شدد على أن الظروف الحالية والتحديات الأمنية تحتم على مصر اتخاذ إجراءات عاجلة لتطوير أنظمة الحماية ومواكبة المعايير الدولية.
وأوضح: "قد يكون الأمر موجوداً في بعض الدول الأخرى، لكن لا يمكن أن نقبل باستمراره في مصر، خاصة ونحن نمتلك كنوزاً أثرية لا تقدر بثمن."
خطة عاجلة لتزويد مركز الترميم بكاميرات
كشف وزير السياحة والآثار أن الوزارة وضعت خطة عاجلة لتزويد مركز الترميم في المتحف المصري بكاميرات حديثة خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى تطوير المنظومة الأمنية بالكامل. وأكد أن هذا الإجراء يأتي في إطار خطة أشمل لتأمين المتاحف والمخازن الأثرية، بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية الحديثة.
وقال: "لن نسمح باستمرار هذا الوضع، وسيتم تزويد المركز بكاميرات تغطي كل أرجائه، مع ربطها بغرفة عمليات مركزية لمتابعة أي تحركات بشكل لحظي."
أهمية مراكز الترميم في الحفاظ على الهوية
الوزير شدد على أن مراكز الترميم تمثل خط الدفاع الأول عن التراث المصري، حيث يتم فيها معالجة القطع الأثرية وحمايتها من التلف، موضحاً أن غياب كاميرات المراقبة عن مثل هذه المواقع الحيوية يعرّضها لمخاطر متعددة، سواء من حيث الأمان أو الشفافية.
وأضاف أن الوزارة تعمل على تدريب فرق متخصصة لمتابعة سير العمل داخل هذه المراكز وفق معايير دقيقة، إلى جانب استخدام التقنيات الحديثة مثل المسح ثلاثي الأبعاد وأجهزة الفحص المتطورة.
رسالة طمأنة للرأي العام
في ختام مداخلته، حرص الوزير على توجيه رسالة طمأنة للمواطنين، مؤكداً أن التراث المصري في أيدٍ أمينة، وأن ما تم كشفه ليس إلا جزءاً من عملية تطوير شاملة تسعى الدولة من خلالها إلى سد الثغرات وتعزيز الحماية.
وقال: "نحن نتحرك بسرعة، ولدينا إرادة قوية لتصحيح أي قصور. لا سرقات جديدة وقعت، وكل ما يشاع عن فقدان قطع أخرى غير صحيح. لكننا نعترف بأن هناك حاجة لتطوير المنظومة الأمنية، وهذا ما نقوم به الآن."