الله إيه الدوابة..الريس علي فاروق أيقونة الزيارة الملكية للأقصر بالجلابية
الله إيه الدوابة.. الريس علي فاروق أيقونة الزيارة الملكية للأقصر بالجلابية

في مشهد نادر جمع بين الأصالة والرمزية، وبين التاريخ والحضارة، تحوّل الريس علي فاروق، رئيس فني حفائر منطقة آثار القرنة، إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وإسبانيا، بعد ظهوره اللافت إلى جوار الملك فيليبي السادس والملكة ليتيزيا خلال زيارتهما لمنطقة الحفائر بغرب الأقصر.
مرتديًا جلبابه الأبيض، وعِمته الصعيدي، وممسكًا بعصاه التي لا تفارقه، وقف الريس علي شامخًا بجوار العاهل الإسباني وقرينته في مشهد خطف القلوب قبل الكاميرات، وجعل آلاف المتابعين يتداولون صورته ويصفونه بأنه "رمز للأصالة المصرية"، وكأنه أحد ملوك فيلم المومياء يتحدث جميع اللغات.

جُملة البداية: "الله.. إيه الدوابة"
بابتسامة تعلو وجهه، استهل الريس علي حديثه عن الزيارة الملكية بعبارة صعيدية تراثية قال فيها: الله إيه الدوابة.. الملك الإسباني في جحوتي يابا، وهو تعبير يُستخدم في صعيد مصر للتعبير عن الفرحة البالغة والمفاجأة السارة، في إشارة منه لزيارة الملك لمنطقة الحفائر التي يعمل فيها منذ أكثر من أربعة عقود.

كواليس اللقاء الملكي: إعجاب بالزي وأسرار الحضارة
في بث مباشر ل “نيوز رووم”، كشف الريس علي كواليس اللقاء مع الملك والملكة، مؤكدًا أن الزيارة كانت أكثر من مجرد جولة بروتوكولية، بل كانت لحظة إنسانية وتاريخية عميقة.
قال علي:
"الملك سألني عن العِمة، وقلت له: دي رمز الكرامة في الصعيد.. الجلابية والعِمة والعصا رسالة محبة وسلام من مصر لإسبانيا."
وأشار إلى أن الملك أعرب عن انبهاره الشديد بالزي الصعيدي، وبالعمل الجاري في منطقة ذراع أبو النجا، حيث مقبرتا جحوتي وحرى 11، والتي جرى افتتاحهما بعد 20 عامًا من الحفائر المتواصلة.

منبهِر بالحديقة القديمة
وكشف الريس علي أن الملك أصر على النزول إلى أول حديقة مصرية قديمة مكتشفة بالكامل، ما تزال مزروعة ببذور خضراوات أصلية، ليلتقط الصور بجوارها، معبرًا عن شغفه الشديد بالحضارة المصرية وتفاصيلها اليومية.
"وعد ملكي" بالعودة إلى الأقصر
روى الريس علي موقفًا مؤثرًا حدث في فندق "ونتر بالاس"، حين كتب الملك بخط يده في دفتر الزيارات:
"زيارة ممتعة للأقصر.. وأتمنى العودة قريبًا."
وأشار علي إلى أنه قال للملك: "مصر وإسبانيا إيد واحدة"، ليتفاجأ أن الملك كتب الجملة ذاتها في كلمته، في دلالة على عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافتين.
44 عامًا من الحفر والكشف
الريس علي فاروق ليس مجرد مسؤول ميداني، بل هو "ذاكرة أثرية حية" – كما تصفه البعثات الأجنبية العاملة في الأقصر. ينحدر من عائلة امتهنت الحفائر منذ جيل جده، ويُعد مرجعًا معتمدًا في الحفائر لدى بعثات دولية، خاصة الإسبانية.
شارك في اكتشافات تاريخية كبرى، منها:
خبيئة معبد الأقصر (1989)
المدينة الذهبية المفقودة التي وُصفت بأنها من أعظم اكتشافات القرن الـ21
مقابر أمنحتب الثاني، مرنبتاح، حور محب
ترميم وتطوير مواقع أثرية عدة ضمن مشروعات بالتعاون مع المركز الأمريكي للأبحاث

متحف لعلي فاروق؟ مطلب شعبي ورسمي
في ختام لقائه، ناشد الريس علي الجهات المسؤولة بضرورة إنشاء متحف أو جناح تكريمي يُخلد مسيرته، وصورته التي أصبحت أيقونة للأصالة المصرية في عيون العالم.
وقال:
"مش بطلب حاجة لنفسي.. بس دي رسالة لتاريخ جدي وأبويا، ولكل واحد من رجالة الحفائر اللي بينفضوا التراب عن المجد كل يوم."