وزير السياحة والآثار: زيارة ملك إسبانيا لمصر تعكس عمق العلاقات التاريخية

في حلقة مميزة من برنامج الحكاية مع الإعلامي عمرو أديب، علّق شريف فتحي وزير السياحة والآثار على الزيارة الرسمية التي قام بها ملك إسبانيا إلى مصر، معتبرًا أنها تحمل رسائل متعددة الأبعاد، ليس فقط على الصعيد السياسي، وإنما أيضًا في مجالات الثقافة والسياحة والاقتصاد ،الوزير أكد أنّ الزيارة تعكس تقدير المجتمع الدولي لمكانة مصر الحضارية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثنائي في ملفات حيوية.
زيارة ملكية تحمل دلالات خاصة
أوضح وزير السياحة والآثار أنّ زيارة ملك إسبانيا لمصر تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تشهد العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا على مختلف المستويات. وأضاف: "مصر وإسبانيا ترتبطان بعلاقات تاريخية ممتدة، وهذه الزيارة تؤكد عمق الروابط بين الشعبين وتفتح المجال لمزيد من التعاون"، مشيرًا إلى أنّ الملفات الثقافية والأثرية كانت حاضرة بقوة في المباحثات.
التعاون السياحي على رأس الأولويات
أكد شريف فتحي أنّ السياحة تمثل محورًا رئيسيًا في العلاقات بين مصر وإسبانيا، موضحًا أنّ الأخيرة تُعد من أكبر الدول المصدّرة للسياحة في العالم، ولديها خبرة واسعة في تطوير القطاع.
وقال الوزير: "نحن نرحب بالتعاون مع إسبانيا للاستفادة من خبراتها في إدارة المقاصد السياحية وتنويع المنتجات السياحية، سواء في السياحة الثقافية أو الشاطئية أو الدينية". وأشار إلى أنّ الوزارة تعمل على فتح أسواق جديدة وجذب شرائح متنوعة من السائحين، وزيارة ملك إسبانيا تمثل رسالة طمأنة للعالم بأن مصر وجهة آمنة ومستقرة.
البُعد الثقافي والحضاري للزيارة
من أبرز النقاط التي ركز عليها الوزير، الجانب الثقافي والحضاري للزيارة، حيث شدد على أنّ مصر وإسبانيا تتشاركان إرثًا حضاريًا غنيًا، سواء في الآثار الإسلامية أو التراث المتوسطي المشترك.
وأوضح أنّ جولة ملك إسبانيا في عدد من المواقع الأثرية المصرية عكست انبهاره بالحضارة المصرية، مؤكداً أنّ هذه الزيارة تسهم في تعزيز الصورة الذهنية لمصر كوجهة حضارية فريدة.
فرص استثمارية في قطاع الآثار
لفت شريف فتحي إلى أنّ هناك اهتمامًا متزايدًا من الجانب الإسباني بالمشاركة في مشروعات استثمارية تتعلق بالآثار والترميم ، وقال: "إسبانيا لديها مدارس متقدمة في الترميم وإدارة المواقع الأثرية، ونحن نرحب بأي شراكات تسهم في الحفاظ على التراث المصري وتعزيز الاستفادة منه سياحيًا وثقافيًا".
كما أشار إلى أنّ الوزارة تعمل على طرح مشروعات جديدة لإدارة المتاحف والمواقع الأثرية وفق معايير عالمية، وهو ما قد يفتح المجال أمام شركات ومؤسسات إسبانية للمشاركة.
الإعلام يسائل والوزير يوضح
خلال الحوار مع عمرو أديب، طرح الإعلامي مجموعة من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيارة ستترجم إلى خطوات عملية على أرض الواقع أم ستظل مجرد زيارة بروتوكولية ،ورد الوزير قائلاً: "الزيارات الملكية دائمًا ما تكون مدخلاً لشراكات أوسع، ونحن بالفعل بدأنا في وضع خطط للتعاون السياحي والثقافي، والمرحلة المقبلة ستشهد خطوات تنفيذية ملموسة".
مصر وجهة عالمية للسياحة
شدد الوزير على أنّ الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، مستشهدًا بارتفاع نسب الإشغال الفندقي وتزايد معدلات التدفق السياحي خلال الأشهر الأخيرة. وأكد أنّ زيارة ملك إسبانيا ستسهم في دعم هذه الجهود من خلال فتح السوق الإسباني والأوروبي بشكل أوسع أمام السياحة المصرية.
رسالة ثقة للعالم
اختتم الوزير حديثه بالتأكيد على أنّ زيارة ملك إسبانيا لمصر تحمل رسالة ثقة من المجتمع الدولي في الاستقرار الذي تعيشه مصر، وفي قدرتها على حماية كنوزها الأثرية وإدارة قطاعها السياحي بكفاءة.
وقال: "مثل هذه الزيارات لا تعكس فقط علاقات ثنائية، بل تساهم في الترويج لمصر على المستوى العالمي، وتعزز صورتها كدولة رائدة في مجال السياحة والثقافة"، مضيفًا أنّ مصر مستمرة في العمل على تطوير البنية التحتية السياحية وتقديم تجارب متكاملة للزائرين.
أبرزت تصريحات وزير السياحة والآثار شريف فتحي في برنامج الحكاية أهمية زيارة ملك إسبانيا لمصر، باعتبارها نقطة انطلاق جديدة لتعاون أعمق بين البلدين في مجالات السياحة والثقافة والاقتصاد ، وبينما تبقى النتائج العملية للزيارة رهن الخطوات المقبلة، فإن المؤكد أنّها عززت صورة مصر أمام العالم وأرسلت رسالة واضحة مفادها: مصر آمنة.. وحضارتها باقية.. وأبوابها مفتوحة للتعاون الدولي.