الدعم الأسري.. الدرع الواقي للأطفال من تبعات التنمر | تقرير

يظل التنمر واحدًا من أخطر التحديات النفسية والاجتماعية التي تهدد الأطفال داخل المدارس والمجتمع، حيث يترك آثارًا عميقة قد تمتد إلى ضعف الثقة بالنفس والعزلة والتراجع الدراسي، بل وقد تدفع في بعض الحالات إلى الاكتئاب والسلوكيات العدوانية.
وفي هذا السياق، يؤكد خبراء التربية والعلاقات الأسرية أن الأسرة تمثل خط الدفاع الأول لمواجهة هذه الظاهرة، من خلال توفير الدعم العاطفي، وتعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم، وتهيئة بيئة آمنة تُمكّنهم من مواجهة ما يتعرضون له من ضغوط.
الدعم الأسري هو الدرع الحقيقي لحماية الأطفال من آثار التنمر
أكدت الدكتورة إقبال السمالوطي، أستاذة التنمية والتخطيط الاجتماعي وعميدة المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالقاهرة، أن التنمر من أخطر السلوكيات السلبية التي قد يتعرض لها الطفل، حيث يترك أثرًا عميقًا على شخصيته ونفسيته، فهو يضعف ثقته بنفسه ويشعره بالعجز والانعزال والقلق، كما يؤثر بشكل مباشر على تحصيله الدراسي، وقد يدفعه أحيانًا إلى سلوكيات عدوانية أو الإصابة بالاكتئاب إذا لم يجد من يسانده ويمد له يد العون.
وأوضحت "السمالوطي" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الأسرة هي خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الظاهرة، وذلك عبر بناء جسور من الحوار المستمر مع الأبناء، ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم دون خوف، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، إلى جانب تعليمهم كيفية مواجهة الموقف بحكمة أو اللجوء إلى الكبار في حال التعرض للإيذاء.
وشددت على أهمية متابعة المدرسة بشكل منتظم، وتشجيع الطفل على تكوين صداقات صحية، والانخراط في أنشطة رياضية أو ثقافية تساهم في تفريغ طاقته بصورة إيجابية.
ولفتت السمالوطي إلى أن التدخل المبكر ضروري للغاية، فإذا ظهرت آثار نفسية خطيرة لا بد من الاستعانة بمتخصص نفسي لمساعدة الطفل على تجاوز التجربة، مؤكدًة أن الدعم الأسري المتواصل يعد الدرع الحقيقي الذي يحمي الأبناء من تبعات التنمر، ويضمن لهم نشأة نفسية واجتماعية أكثر توازنًا.
الأسرة العامل الأكبر في دعم الطفل نفسيًا
ومن جانبها، أكدت الدكتورة بسمة سليم، خبيرة العلاقات الأسرية، أن التنمر ينعكس سلبًا على الطفل من عدة نواح، أبرزها ضعف ثقته بنفسه، والخوف الاجتماعي، وصعوبة التواصل مع الآخرين، مشيرة إلى أن التنمر قد يتحول أحيانًا إلى عدوانية، ويتسبب في مشكلات مثل اضطرابات الأكل، التوتر، الاكتئاب، التبول اللاإرادي، فضلًا عن التأخر الدراسي.
وأضافت "سليم" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن دور الأسرة أساسي في دعم الطفل، من خلال إتاحة مساحة له للتعبير عن مشاعره دون استهانة، وتشجيعه على مواجهة المتنمر باستخدام كلمات حازمة توقفه عند حده، مؤكدًة أن شعور الطفل بالأمان داخل أسرته يجعله قادرًا على مواجهة ما يتعرض له خارجها.
وشددت على أن المدرسة تتحمل مسؤولية كبيرة، من خلال متابعة حالات التنمر والتعامل مع الشكاوى بشكل احترافي، لافتة إلى أنه في حال عدم استجابة الطفل لتدخلات الأهل لمحاولة تقويم السلوك، يُنصح باللجوء إلى أخصائي نفسي.