دار الإفتاء: يجوز إخراج “شنط رمضان” من زكاة المال بشروط

يسعى الكثير في شهر رمضان المبارك من المسلمين، إلى إخراج الزكاة والصدقات في صورة مساعدات غذائية تُعرف بـ"شنط رمضان"، والتي تحتوي على السلع الأساسية لدعم الأسر المحتاجة. وفي هذا السياق، يتساءل الكثيرون عن مدى جواز احتساب هذه الشنط من أموال الزكاة.
وحسمت دار الإفتاء المصرية، الجدل حول هذا الأمر، مؤكدة في بيان رسمي، أن إخراج الزكاة في صورة مواد غذائية، مثل "شنط رمضان"، جائز شرعًا، بشرط أن تصل إلى الفئات المستحقة التي حددتها الشريعة الإسلامية.
شروط إخراج “شنط رمضان” من الزكاة
وأكدت دار الإفتاء أن الهدف الأساسي من الزكاة، هو سد احتياجات الفقراء والمساكين، ويمكن تحقيق ذلك إما من خلال المال أو المواد العينية، مثل الطعام. ومع ذلك، وضعت الدار عدة شروط لضمان صحة هذا النوع من الزكاة، وأبرزها:
1. أن تكون الشنط الغذائية موجهة للفقراء والمساكين الذين يستحقون الزكاة وفقًا لما حددته الشريعة الإسلامية.
2. أن تحتوي الشنط على طعام كافٍ ومناسب لسد احتياجات الأسرة خلال فترة معقولة، بحيث يكون بديلًا فعّالًا للمال النقدي.
3. عدم الاقتصار على السلع غير الضرورية، أي أن تكون محتويات الشنط مما يحتاجه الفقراء في معيشتهم اليومية، مثل الأرز، الدقيق، الزيت، والسكر.
4. التأكد من وصولها إلى المستحقين الحقيقيين، حيث شددت دار الإفتاء على ضرورة تحري الدقة في توزيع هذه المساعدات لضمان عدم ذهابها لمن لا يستحقونها.
حكم الشرع في إخراج الزكاة طعامًا بدلًا من المال
وأوضحت دار الإفتاء أن الأصل في الزكاة أن تُدفع مالًا، إلا أن الفقهاء أجازوا إخراجها في صورة طعام إذا كان ذلك أنفع للفقراء، خاصة في المجتمعات التي تعاني من نقص الغذاء. واستشهدت الدار بما كان يفعله بعض الصحابة من إخراج الزكاة في صورة حبوب أو مواد غذائية أساسية عند الحاجة.
دعوة لتحري الدقة في توزيع الزكاة
في ختام بيانها، دعت دار الإفتاء المسلمين إلى تحري الدقة في توزيع أموال الزكاة، سواء كانت نقدية أو عينية، والتأكد من وصولها إلى مستحقيها الفعليين. كما أكدت على أهمية التعاون مع الجمعيات الخيرية الموثوقة التي تمتلك قواعد بيانات للمحتاجين، مما يضمن تحقيق أكبر فائدة ممكنة للفقراء خلال شهر رمضان المبارك.
وأضافت الدار أن إخراج الزكاة في صورة "شنط رمضان" يعكس روح التكافل الاجتماعي التي يدعو إليها الإسلام، ويساعد في تخفيف الأعباء عن الأسر المحتاجة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.