نحو شراكة أعمق.. مصر وسنغافورة توقعان 11 مذكرة تفاهم واتفاقيتين

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السنغافوري ثارمان شانموجاراتنام توقيع وتبادل سبع مذكرات تفاهم اليوم خلال زيارة رسمية للرئيس ثارمان إلى القاهرة.
ومن المتوقع أن يتم توقيع أربعة مذكرات تفاهم إضافية واتفاقيتين خلال الفترة المتبقية من زيارة الرئيس ثارمان.
ونقلت صحيفة "سترايت تايمز" السنغافورية تصريحات ثارمان لوسائل الإعلام بعد اجتماعه مع الرئيس السيسي بإن سنغافورة تؤمن بالإمكانات الاقتصادية لمصر، وأن هذه الشراكات تعكس التزام البلدين المشترك بإقامة شراكة أعمق وأكثر تنوعًا.
وقد ناقش الزعيمان كيف يمكن للبلدين الارتقاء بتعاونهما الاقتصادي إلى مستويات أبعد.
وأوضح الرئيس السنغافوري ثارمان شانموجاراتنام أن بلاده كانت من بين أكبر المستثمرين الآسيويين في مصر خلال العقد الماضي.
وأضاف: “مثل هذا التعاون يكتسب أهمية خاصة في وقت نشهد فيه تصاعد النزعات الحمائية، وتوجيه ضربات قوية للنظام الاقتصادي العالمي المفتوح والعادل”.
الاستثمارات بين مصر وسنغافورة
وتقدر قيمة الاستثمارات المباشرة لسنغافورة في مصر حاليًا بنحو 530 مليون دولار، بينما تُعد مصر ثامن أكبر شريك تجاري لسنغافورة في إفريقيا، حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية في الخدمات أكثر من 1.3 مليار دولار حتى عام 2023.
وتغطي الوثائق التي سيتم تبادلها أثناء الزيارة مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التعاون في الرعاية الصحية، مثل مكافحة الأمراض غير السارية وتطوير أنظمة فعّالة لمعلومات المستشفيات.
كما تشمل المذكرات الأمن الغذائي، وبناء القدرات، والخدمات الاجتماعية، وجهود دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
وأكد ثارمان أن صداقة سنغافورة مع مصر قديمة وراسخة، إذ كانت مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال سنغافورة عام 1965، كما أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سنغافورة عام 2015 كانت الأولى لرئيس مصري.
وقال ثارمان: “لهذه الأسباب اعتبرنا مصر دائمًا صديقًا عزيزًا وقديمًا. وقد اتفقنا معًا على أن الوقت قد حان لتعزيز هذه العلاقة وتوسيعها وجعلها أكثر استشرافًا للمستقبل.”
وأضاف: “نحن بالطبع دولتان مختلفتان في الحجم والموارد والسكان. ولا يمكن تجاهل أن لديكم أيضًا موهبة كروية فائقة.”
وتابع: “لكننا زملاء في فريق واحد في مجالات متعددة، وما نبنيه معًا سيعود بالنفع على شعبينا، ليس فقط اليوم بل لسنوات طويلة قادمة.”
ومن المقرر أن تحتفل الدولتان بمرور 60 عامًا على العلاقات الدبلوماسية في عام 2026، حيث وجّه ثارمان دعوة إلى الرئيس السيسي وقرينته لزيارة سنغافورة حينها.
وأوضح أن دوائر الأعمال في سنغافورة ومصر متحمسة لاستكشاف فرص السوق معًا، مستندة إلى عدد من الشركات السنغافورية التي لها وجود كبير بالفعل في مصر.
كما أن شركات أخرى تسعى للاستفادة من مزايا مصر التنافسية، مثل شبابها الطموح، وسوقها المحلي الكبير، وموقعها الاستراتيجي عند مفترق طرق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.
ولفت إلى أن الشركات السنغافورية تستكشف فرصًا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، معربًا عن أمله أن تستخدم شركات مصرية سنغافورة كنقطة انطلاق إلى جنوب شرق آسيا وآسيا والمحيط الهادئ.
وفي كلمته، قال الرئيس السيسي إنه تحدث مع ثارمان عن مجالات التعاون التي تشمل الملاحة البحرية، والزراعة، والصحة، داعيًا الكيانات الخاصة والعامة في سنغافورة إلى الاستثمار في مصر. وأكد أيضًا على اعتراف مصر باستقلال سنغافورة عام 1965 الذي أسس للصداقة والتفاهم القائمين بين البلدين.
وبعيدًا عن الاقتصاد، تلتزم الدولتان أيضًا بتعزيز التعاون في الحوار بين الأديان، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وبناء الثقة بين المجتمعات، بحسب ثارمان.
وأوضح أنه يتطلع للقاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال زيارته.
كما أشار ثارمان إلى أنه تبادل الآراء مع السيسي بشأن التطورات الإقليمية، “بما في ذلك الخسائر البشرية الفادحة في غزة واستمرار إسرائيل في توسيع مستوطناتها في الضفة الغربية.” وأضاف: “تشعر سنغافورة بقلق بالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وكذلك آفاق السلام في المنطقة.”
وأكد أن حكومة سنغافورة دعمت باستمرار حقوق الشعب الفلسطيني في وطن خاص بهم، قائلاً: “نؤمن بشدة أن الحل التفاوضي القائم على أساس الدولتين، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، هو المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق حل شامل وعادل ودائم لهذا الصراع الطويل. ولذلك ستواصل سنغافورة دعم جميع الجهود لتحقيق حل الدولتين.”
وأوضح أنه في هذا السياق أشاد بقيادة الرئيس السيسي، سواء في تقديم المساعدات الإنسانية أو في المساعدة على تيسير محادثات وقف إطلاق النار ورسم مسار للسلام.
كما شكره على دعم مصر في تسهيل الجهود الإنسانية لسنغافورة، بما في ذلك مساعدة سلاح الجو السنغافوري في إيصال إمدادات أساسية إلى العريش شمال شبه جزيرة سيناء في نوفمبر 2023.
ومن المقرر أن يزور ثارمان جمعية الهلال الأحمر المصري في 21 سبتمبر لمتابعة تسليم حزمة دعم إضافية مقدمة من الصليب الأحمر السنغافوري إلى سكان غزة.