عاجل

ضريح أبو المعاطي بدمياط.. انهيار السور يهدد أصوات الترتيل

صورة الضريح
صورة الضريح

يقع ضريح الشيخ ابو المعاطي فى قلب مدينة دمياط وهو احد ابرز المزارات الدينية والتراثية التي ارتبطت وجدانيا بتاريخ المحافظة وسكانها حيث يقصده الزوار من مختلف المناطق طلبا للسكينة والتبرك ورغم هذه القيمة الروحية والتاريخية الكبيرة الا ان الضريح يعاني في الوقت الراهن من مظاهر اهمال واضحة انعكست بشكل خاص على السور الخارجي الذي تهدم في اكثر من موضع تاركا المشهد العام للضريح في صورة لا تليق بمكانته المرموقة.

المارة والزوار يلاحظون بسهولة ان السور المحيط بالضريح اصبح متهالكا الى حد الانهيار وهو ما يعرض المكان لخطر كبير من حيث الامن والسلامة ويكشف عن غياب الصيانة الدورية والمتابعة المستمرة ويؤكد الاهالي ان هذا السور كان يمثل رمزا للحماية والهيبة اما الان فقد تحول الى علامة على التقصير اذ تتساقط الحجارة ويبدو واضحا ان اعمال الترميم لم تقترب من المكان منذ فترة طويلة.

ورغم هذا المشهد المقلق الا ان الضريح لا يزال يحتفظ بجو من الروحانية الخاصة التي تميز المكان ففي الطابق العلوي تتردد اصوات الترتيل والابتهالات ليغمر الزائر شعور مزدوج بالسكينة والحزن السكينة تأتي من الاجواء الروحانية التي تملأ المكان والحزن سببه حالة الجدران والسور المتهدم التي تذكر الجميع بان هذا المزار التاريخي اصبح بعيدا عن دائرة الاهتمام الرسمي.

تقول احدى السيدات من اهالي دمياط انها شعرت بالاسى عندما شاهدت السور مهدما بهذا الشكل موضحة ان الضريح اعتاد الناس زيارته منذ سنوات طويلة وانه يمثل قيمة خاصة لديهم لما يحمله من قدسية وارتباط بالتراث الشعبي والديني واضافت ان اصوات الترتيل التي تصدر من الاعلى تثير في داخلها مزيجا من الطمانينة والقلق فهي من ناحية تذكرها بعظمة المكان ومن ناحية اخرى تجعلها تتساءل لماذا يظل الضريح في هذه الحالة دون تدخل.

ويؤكد عدد من الاهالي ان الوضع الحالي للضريح يهدد بطمس جزء اصيل من هوية دمياط الروحية مطالبين بسرعة التدخل لترميم السور واعادة المكان الى صورته التي تليق بقدسيته ومكانته ويرى البعض ان تطوير الضريح واعادة تجميل ساحته واصلاح اسواره لا يعد مجرد عمل صيانة بل هو حفاظ على ارث تاريخي وروحي يعكس الوجه الحضاري للمحافظة.

كما يشير الاهالي الى ان الضريح يمثل مقصدا للزوار من خارج دمياط ايضا وان استمرار الاهمال من شانه ان يضعف هذه المكانة ويجعل الزائر يشعر بان المحافظة لا تعطي الاهتمام الكافي لتراثها وطالبوا بضرورة وضع خطة عاجلة لاعادة بناء السور وتنظيم المكان وتوفير انارة مناسبة حتى يصبح الضريح مكانا امنا وجذابا يستقبل زواره بالصورة التي يستحقها.

ويظل ضريح ابو المعاطي رمزا يتنازع بين روحانيته المتدفقة التي تحافظ عليها اصوات الترتيل من الاعلى وبين واقعه المادي المتداعي الذي يكشف عن حاجة ملحة الى الصيانة والرعاية فبين الحجارة المتساقطة والابتهالات المتصاعدة يقف الضريح شاهدا على مفارقة صارخة بين الاهمال الانساني والقدسية الدينية في انتظار ان تمتد اليه يد التطوير ليعود الى سابق عهده منارة للسكينة والايمان.
 

تم نسخ الرابط