أمين «الأعلى للآثار» الأسبق: سرقة الأسورة الفرعونية خسارة علمية كبرى|فيديو

في حلقة جديدة من برنامجه الشهير "الحكاية" على قناة إم بي سي مصر، تناول الإعلامي عمرو أديب قضية سرقة الأسورة الفرعونية من المتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى الأبعاد التاريخية والأثرية للواقعة، ومشدّدًا على ضرورة حماية التراث المصري من الانتهاكات.
قيمة أثرية لا تُقدّر بثمن
أكد عمرو أديب أن الأسورة ليست مجرد قطعة أثرية عادية، بل تحفة تاريخية تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة، وتربط بين الحاضر والماضي الفرعوني العريق، وأضاف أن أي تقويم مادي لها لا يعكس أبدًا قيمتها الحقيقية، مؤكدًا أن نقل المقتنيات إلى المتحف الكبير كان خطوة حاسمة لحمايتها من السرقة والتلف.
محمد عبدالمقصود يكشف التفاصيل
من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالمقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، إن الأسورة الفرعونية تمثل حلقة مهمة في دراسة حياة المصريين القدماء، موضحًا أن سرقتها تمثل خسارة علمية وأثرية كبيرة، وأشار عبدالمقصود إلى أن القطعة كانت ضمن مجموعة نادرة من المجوهرات التي تحمل رموز الملكية والفردية في عهد الفراعنة، مما يجعلها أكثر أهمية من قيمتها السوقية.
سرقة غير مسبوقة في الترميم
أوضح الإعلامي عمرو أديب أن عملية الترميم التي كانت تجري داخل المتحف كانت تستوجب إجراءات أمنية مشددة، لكنه لفت إلى أن السرقة كشفت عن ثغرات في النظام الأمني. وأضاف أن إدارة المتحف مطالبة بتوضيح كيفية حدوث هذه السرقة، ومحاسبة أي مقصر في حماية المقتنيات.
أثر القطعة على التاريخ المصري
وتُعد الأسورة وثيقة مهمة لفهم الرموز الملكية والدينية عند المصريين القدماء، حيث تحمل نقوشًا تشير إلى السلطة والهوية الفردية للملك أو الشخص صاحبها، وأكد الدكتور عبدالمقصود أن هذه القطعة تساعد الباحثين على دراسة طرق الصياغة والمعادن المستخدمة، فضلًا عن الفهم الأعمق للحياة الاجتماعية والسياسية في عصرها.
عمرو أديب: "لو كانت في مكانها القديم
استخدم عمرو أديب أسلوبه الساخر أحيانًا لتوضيح قيمة القطعة، حيث قال: "لو كانت الأسورة موجودة في مكانها القديم، كانت قيمتها المالية لا تعكس قيمتها الحقيقية. إنها أكثر من مجرد مبلغ مالي، إنها تراث حضاري".
دعوة لتشديد الإجراءات الأمنية
شدد الإعلامي على ضرورة إعادة النظر في خطط الأمن داخل المتحف، مع التركيز على حماية القطع النادرة، ومراجعة الإجراءات الوقائية، لمنع أي سرقات مستقبلية قد تؤدي إلى فقدان تاريخ لا يعوض.
أهمية الوعي الجماهيري
وأشار عمرو أديب إلى أن حماية التراث ليست مسؤولية المتاحف فقط، بل تقع على المجتمع ككل، مشددًا على ضرورة توعية الجمهور بقيمة هذه القطع وأهميتها للأجيال القادمة، لخلق حالة من الحماية المجتمعية للتراث المصري.
متحف جديد بمواصفات عالمية
تطرق الإعلامي إلى الإنجازات التي حققها المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أنه يوفر بيئة مثالية لحفظ التراث، لكنه شدد على ضرورة الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والأمن البشري لضمان عدم تكرار الحوادث.
دعوة للتحقيق والشفافية
طالب عمرو أديب بإصدار بيان رسمي من إدارة المتحف لتوضيح ملابسات السرقة، والإعلان عن الخطوات التصحيحية، بما يعزز الثقة لدى الجمهور ويضمن حماية القطع النادرة.
النهاية ليست مجرد سرقة
ختم عمرو أديب تقريره بأن ما حدث للأسورة ليس مجرد حادث سرقة، بل رسالة تحذيرية لكل المعنيين بالآثار: حماية التراث المصري مسؤولية جماعية، والحفاظ عليه واجب وطني وأخلاقي.