جو بايدن بعد الرئاسة.. ديون متراكمة وتراجع نفوذ داخل الحزب الديموقراطي

بعد مغادرته البيت الأبيض، كان من المتوقع أن يفتح العالم أبوابه أمام الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، على غرار من سبقوه من الرؤساء الذين حولوا شهرتهم السياسية إلى مصدر ثراء، لكن الواقع جاء مختلفًا.
فعلى عكس باراك أوباما وبيل كلينتون، اللذين حققا ملايين الدولارات من كتبهم وخطاباتهم، يعاني بايدن، البالغ من العمر 82 عامًا، من وضع مالي متواضع وأعباء ديون ثقيلة، ما يعكس تراجع مكانته داخل الحزب الديمقراطي.
ديون مستمرة حتى عمر الـ100
تكشف وثائق عامة أن بايدن لا يزال يسدد قرضًا عقاريًا حصل عليه عام 2013 على منزله في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، تتراوح قيمته بين 250 و500 ألف دولار، بفائدة 3.375%، وبمدة سداد تصل إلى 30 عامًا، ومن المتوقع أن يستمر جو بايدن في الدفع حتى بلوغه المئة من العمر.
كما حصل عام 2022 على قرض ثانٍ بقيمة 250 ألف دولار بضمان منزله الساحلي في ريهوبوث بيتش، بفائدة متغيرة ولمدة عشر سنوات، إلى جانب خطوط ائتمان وقروض بنكية صغيرة أخرى.
ورغم امتلاكه حسابات مصرفية واستثمارات تقدر قيمتها بين 632 ألفًا و1.38 مليون دولار، فإن ذلك يظل ضئيلاً بالمقارنة مع ما جناه رؤساء سابقون بعد مغادرتهم المنصب.
دخل محدود وحضور باهت
في عام 2023، بلغ إجمالي دخل بايدن وزوجته جيل نحو 620 ألف دولار فقط، بينما لم تتجاوز عائدات كتبهما 3100 دولار. حتى شركته الخاصة، التي أنشأها لاستقبال أرباح الكتب والخطب، لم تُحقق نشاطًا يُذكر.
وعلى الرغم من تمثيله من قبل وكالة كبرى في هوليوود، إلا أن الموقع الرسمي للوكالة يسوّق لبايدن على أنه "خيار منخفض التكلفة"، ويقترح في فعاليات محلية أو لقاءات افتراضية صغيرة.
ويبدو أن الفتور تجاهه داخل الحزب الديمقراطي، لا سيما بعد قراره خوض انتخابات 2024 رغم معارضة داخلية، ساهم في عزوف المتبرعين والممولين عن دعمه ماليًا أو تمويل مكتبته الرئاسية، فضلاً عن تراجع الدعوات لإلقاء خطب مدفوعة الأجر.
ونقلت صحيفة ديلي ميل عن مصادر ديمقراطية أن بايدن لم يعد شخصية جاذبة، وأضاف أحدهم: "لا أحد يريد دفع المال لحضور خطاب له بعد خيبة الأمل من قراراته".
فعاليات محدودة ومواقف محرجة
شارك بايدن مؤخرًا في عدد محدود من الفعاليات، منها مؤتمر لجمعية الدفاع عن ذوي الإعاقة في شيكاغو، وآخر لجمعية إدارة الموارد البشرية في سان دييجو، وقد التقطت له صور على متن رحلات تجارية عادية، وظهر في بعضها وهو يواجه صعوبات في رفع حقيبته إلى الخزانة العلوية، أو محاولًا فتح مظلته على أحد الشواطئ دون جدوى.
أزمة موازية داخل العائلة
على المستوى العائلي، يعاني نجله هانتر بايدن، البالغ من العمر 55 عامًا، من ضائقة مالية خانقة. فقد كشفت وثائق محكمة عام 2023 أن ديونه تجاوزت 2.9 مليون دولار، بعد أن فقد مسكنه في ماليبو بسبب الحرائق.
كما أقر هانتر في شهادته بأن دخله تراجع بشكل حاد، ولم يبع سوى لوحة فنية واحدة و1100 نسخة فقط من كتابه خلال عام.
محاولة للبقاء في دائرة الضوء
يسعى بايدن حاليًا لاستعادة بعض الحضور الإعلامي من خلال كتاب جديد تعاقد على نشره مع دار "هاشيت" مقابل 10 ملايين دولار، ورغم أن هذا الرقم يبدو كبيرًا، فإنه لا يقارن بالعقود الضخمة التي حصل عليها سلفاه أوباما وكلينتون، ما يجعل مستقبل بايدن المالي مرهونًا بمدى الإقبال على كتابه الجديد.
ورغم الجهود المبذولة، تبقى مكانة بايدن بعد الرئاسة باهتة، سياسيًا وإعلاميًا وماليًا، في ظل انحسار الدعم داخل حزبه، وفتور الحماس العام تجاه شخصيته.