سياسيون: الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن سقط الأقنعة وكشف الحقيقة

أعاد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية، للمرة السادسة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن لإسقاط مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، فتح باب الانتقادات الواسعة لواشنطن، التي وُصفت مواقفها بأنها انحياز صريح للاحتلال الإسرائيلي وتقويض ممنهج لحقوق الشعب الفلسطيني، وأكد سياسيون أن الفيتو يمثل لحظة فارقة كشفت زيف الادعاءات الإنسانية للنظام الدولي، مؤكدين أنه يقوض أي مساع جادة لإنهاء العدوان وحماية المدنيين.
من جانبه، قال ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي والمنسق العام للائتلاف الوطني الحر، إن استخدام الإدارة الأمريكية لحق الفيتو ضد مشروع القرار المقدم في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة، يمثل جريمة سياسية وأخلاقية كبرى، وانحيازًا فاضحًا للاحتلال الصهيوني على حساب دماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني.
وأكد الشهابي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحمل المسئولية الكاملة عن كل الجرائم المجرمة والوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة، لأنه هو من وجَّه بها ودعمها سياسيًا وعسكريًا، مما يجعله شريكًا مباشرًا في سفك دماء المدنيين الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال.
وأشار رئيس حزب الجيل إلى أن هذا الفيتو يكشف زيف شعارات الولايات المتحدة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويؤكد أن واشنطن باتت طرفًا أصيلًا في العدوان وليست مجرد حليف داعم، وهو ما يضاعف من خطورة الوضع في المنطقة.
استخدام الإدارة الأمريكية لحق الفيتو
وأضاف الشهابي أن استمرار العدوان دون رادع دولي يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ويكشف عجز المجتمع الدولي أمام سطوة الولايات المتحدة التي تستغل نفوذها في مجلس الأمن لتعطيل أي جهد لوقف نزيف الدماء في غزة.
ودعا رئيس حزب الجيل الدول العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل على المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية لمحاصرة هذا الانحياز الأمريكي – الإسرائيلي، والعمل على بناء جبهة ضغط دولية تضع حدًا لجرائم الاحتلال.
واختتم الشهابي تصريحه بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية، وأن إرادة الشعوب ستنتصر في النهاية مهما طال ليل الاحتلال والعدوان.
وفي نفس السياق، أعربت الدكتورة غادة البدوي، أمين الأمانة المركزية للتدريب والتثقيف بحزب حماة الوطن، عن بالغ الإدانة والاستنكار لاستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) لإفشال صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري للعدوان على قطاع غزة، وهو ما يُمثّل تعطيلًا واضحًا لمساعي المجتمع الدولي في إنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين، ويُكرّس سياسة الكيل بمكيالين.
وأكدت الدكتورة غادة، أن موقف مصر ثابت وراسخ في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في الحياة، والأمن، وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أعربت عن عمق القلق والاستياء من الجرائم المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي تتضمن اقتحامات عسكرية، قصف الأحياء السكنية، استهداف المدنيين، انهيار البنية التحتية، وانقطاع الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة، مما أدّى إلى مأساة إنسانية لا تُطاق.
الجرائم المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة
كما أدانت التهديدات التي يُطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام قوة غير مسبوقة في مدينة غزة، مطالبةً السكان بإخلاء المدينة، مؤكدة أن هذه التهديدات لا تُشكّل فقط خرقًا لقوانين الحرب والأعراف الدولية التي تحمِي المدنيين، بل هي أيضًا استراتيجية تخويف وإرهاب يُمارَس ضد الإنسانية.
وجددت أمين الأمانة المركزية للتدريب والتثقيف بحزب حماة الوطن، التأكيد على أن الحل السياسي الشامل والعادل هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، داعية المجتمع الدولي إلى:
- تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية أمام ما يجري من انتهاكات خطيرة في غزة
- رفض ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الدولية، وخاصة ما يتعلق بالحقوق الفلسطينية.
- التحرك الجاد والفاعل لوقف إطلاق النار فورًا، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية دون قيود أو شروط.
- مواصلة دعم الجهود المصرية في التهدئة وفتح الممرات الآمنة لإجلاء الجرحى وتوصيل الدعم الإغاثي.
وشددت «البدوي» على أن التزام مصر تجاه القضية الفلسطينية التزام راسخ لا يقبل المساومة، وينطلق من مسؤوليتها القومية والتاريخية، وأن أن المساس بقطاع غزة أو تهجير سكانه هو خط أحمر، لن تُقبل به القاهرة ولن تسمح بتمريره تحت أي ظرف، كما دعت إلى وحدة الصف العربي، وتفعيل أدوات الضغط الدبلوماسي لوقف المجازر بحق الأبرياء، ولإعلاء صوت العدالة والسلام على منطق القوة والغطرسة.