جدل "الرجل المشغول" بين الشارع والاستوديو: معايير مزدوجة

فتحت حلقة الجمعة من برنامج "ست ستات" على قناة "دي إم سي" ملف "الرجل المشغول"، الذي أثار جدلاً واسعًا بين الرجال والنساء، فقد نقلت المذيعات النقاش من داخل الاستوديو إلى نبض الشارع المصري، حيث استمعن إلى آراء متنوعة كشفت عن انقسام واضح في وجهات النظر.
بينما رأت بعض النساء أن انشغال الرجل مجرد ذريعة للهروب من المسؤوليات العاطفية، أكد عدد من الشباب أن ضغوط الحياة والعمل تجعل العلاقات في مراحل متقدمة أقل أولوية ،وقالت إحدى السيدات بوضوح: "اللي مهتم فعلًا يقدر يبعت رسالة أو يتصل ولو دقيقة، لكن اللي مش بيهتم مش هيعمل كده أصلًا." في المقابل، أوضح شاب أن طبيعة الرجل العملية تجعله أكثر تركيزًا على العمل بمرور الوقت: "أنا ببقى مشغول طول الوقت، والعادي مع تطور العلاقة إن الأولوية بتروح للشغل والحياة مش زي البداية."
ازدواجية المعايير تحت المجهر
عند عودة الحوار إلى الاستوديو، انتقل النقاش إلى قضية أعمق، وهي "ازدواجية المعايير". المذيعات سلطّن الضوء على أن ما يقبله الرجل لنفسه من أعذار الانشغال، لا يقبله لشريكته مطلقًا هذا الجانب أثار جدلاً واسعًا بين الضيوف والجمهور.
الإعلامية سالي شاهين علّقت بقولها إن المشكلة تكمن في اختلاف تعريف الاهتمام بين الرجل والمرأة: "ممكن الست تشوف إنه مش مهتم، لكن هو في قرارة نفسه حاسس إنه بيبذل مجهود كبير ويدلعها آخر دلع. المشكلة إنه مهتم بطريقته، واللي بيحب فعلًا لازم يحاول يسعد الطرف التاني بالطريقة اللي تناسبه."
صوت المذيعات يفضح التناقضات
من جانبها، رأت الإعلامية جاسمين طه زكي أن القضية ليست في طبيعة انشغال الرجل بعمله، بل في اعتبار هذا الانشغال مبررًا دائمًا لأي تقصير: "الست بتبقى عارفة ظروف شغل جوزها، لكن المشكلة إنه بيتعامل مع انشغاله وكأنه حق مكتسب يبرر أي حاجة، في حين إنه مش ممكن يتقبل نفس الموقف لو مراته هي اللي قالت إنها مشغولة."
وأضافت جاسمين ساخرة: "تخيلوا لو الزوجة قالت جملة بسيطة: معلش أصل أنا كنت مشغولة! وقتها هتحصل خناقة أكيد، لأن كتير من الرجالة مش بيقبلوا العذر نفسه اللي بيستخدموه طول الوقت."
نقاش مفتوح بلا حسم
النقاش الذي بدأ بفكرة "الرجل المشغول" تحوّل إلى مرآة تعكس تباين التصورات بين الجنسين حول الاهتمام، والمسؤولية، وأولوية العلاقة ، وبينما اتفق الطرفان على أن ضغوط الحياة أصبحت أكثر قسوة، ظل الخلاف حول مَن يتحمل كلفة هذا الانشغال: الرجل وحده، أم العلاقة ككل؟
الملف الذي طرحه برنامج "ست ستات" لم يأت بإجابات حاسمة، لكنه فتح الباب أمام تساؤلات أعمق حول المساواة في الحقوق العاطفية، والاعتراف بظروف الآخر، بعيدًا عن الأعذار الجاهزة أو المعايير المزدوجة التي تزيد من فجوة الخلاف بين الطرفين.