انطلاق موسم حصاد لب عباد الشمس في قها وطوخ بالقليوبية

تعد محافظة القليوبية من أهم محافظات مصر في زراعة المحاصيل الاستراتيجية والاقتصادية، وخاصة بقرى مدينتي قها وطوخ، فبمجرد مرورك بجانب الأراضى المنزرعة بعباد الشمس أو دوار الشمس يأسرك المشهد من النظرة الأولى، فالحقول تتحول إلى لوحات فنية تتناثر فيها الزهور الصفراء وسط خضرة الأرض، وكأنها ابتسامة الطبيعة في وجه المزارعين.
ففي مدينة قها وبعض قرى مركز طوخ تُزرع زهرة عباد الشمس، ذلك المحصول الاستراتيجي والاقتصادى الذي يجمع بين الجمال والفائدة، ويعد مصدرا مهما للزيوت والغذاء والتسالي للمواطنين، حتى يعتبر الاهالى بأن يوم حصاد المحصول بمثابة عيد تنتظره الأسر القليوبية عاما بعد عام.
ويتميز محصول عباد الشمس بسهولة زراعته وقلة تكلفته وقدرته على توفير مياه الري مقارنة بغيره من المحاصيل الصيفية بالإضافة لقيمته الغذائية والاقتصادية الكبيرة.
فهو يعد أحد أهم المحاصيل الزيتية في مصر، إذ تتراوح نسبة الزيت في بذوره ما بين 35 و50%، بينما تستخدم مخلفاته كعلف للحيوانات لاحتوائها على نسبة عالية من البروتين.
وفي المزارع الممتدة بقرى قها وطوخ، يتوقع الفلاحون أن تصل إنتاجية الفدان الواحد إلى ما بين طن وطن ونصف من البذور التي تتحول بعد التحميص إلى اللب الأسمر، أحد أشهر أنواع التسالي على موائد المصريين.
ويباع الكيلو الواحد بسعر يتراوح بين 30 و40 جنيها حسب الجودة، وهو ما يجعل موسم الحصاد مصدر دخل مهم للفلاحين ومناسبة ينتظرونها بفرح كبير.
ويقول مصطفى محمود من مدينة قها وصاحب مزرعة عباد شمس إنه اختار زراعة عباد الشمس لأنه محصول غير مكلف وموفر للمياه ويحقق ارباحا جيدة وخاصة أن دورة زراعته قصيرة لا تتجاوز ثلاثة إلى أربعة أشهر فقط، تبدأ عادة فى شهر مايو .
مشيرا الى أن علامات النضج تظهر من خلال أصفرار الأوراق وتساقط الاجزاء السفلى منها، وميل الأقراص وجفاف الأزهار الموجودة على الحواف وبعدها يتم إيقاف أعمال الري، ثم تقطيع الأقراص ويتم وضعها في مساحات واسعة لعدة أيام حتى تجف تماما قبل فصل البذور يدويا او آليا.
أما المزارع محمد المنشاوي من قرية سنهرة بطوخ، فأكد أن نبات عباد الشمس يتميز بقدرته على التأقلم مع الأراضي المصرية، حيث يصل طول النبات احيانا إلى نحو مترين تقريبا.
وتتميز أزهاره الكبيرة بكونها تتابع حركة الشمس طوال النهار حتى تميل في اتجاه غروبها، وهو ما يفسر تسميته بــعباد أو دوار الشمس.
وتدخل بذوره بعد الحصاد في مراحل الغسيل والتجفيف ثم التحميص، لتتحول إلى "اللب الأسمر" الذي يعد مصدرا أساسيا للتسالي ومورد رزق مهم للأسر الريفية بالقليوبية.
يقول المزارع وليد بركات، إن موسم حصاد عباد الشمس بالقليوبية يمثل مناسبة خاصة وجميلة ينتظرها الأهالي، حيث تخرج العائلات إلى الحقول في أجواء احتفالية مليئة بالفرح، معتبرين أن هذا المحصول يجلب الخير والبركة ويساعدهم على تلبية احتياجاتهم المعيشية بعد شهور من العمل والانتظار.
ووسط تلك المشاهد، نجد مشهد السيدات المكافحات اللاتى خرجن من أجل العمل في مشهد مؤثر وبطولي.