وزير الدفاع الباكستاني: سلاحنا النووي جاهز للاستخدام السعودي إذا لزم الأمر

قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، إن البرنامج النووي لبلاده سيكون متاحا للمملكة العربية السعودية إذا لزم الأمر بموجب اتفاقية الدفاع الجديدة بين البلدين، في أول اعتراف محدد بأن إسلام آباد وضعت الرياض تحت مظلتها النووية، في الوقت الذي تعتقد فيه إسرائيل أنها القوى النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، وفق ما ورد عن وكالتي “رويترز” و"أسوشيتد برس".

وزير الدفاع الباكستاني: لا نية لدينا لاستخدام النووي إلا إذا لزم الأمر
صرح آصف لوكالة “رويترز”، بأن الأسلحة النووية "ليست ضمن نطاق" الاتفاق، مؤكدًا: "لا نية لدينا لاستخدام هذا الاتفاق لأي عدوان، ولكن إذا تعرضت الأطراف للتهديد، فمن البديهي أن هذا الترتيب سيُطبّق"، كما أشار إلى أن الاتفاق قد يمتد ليشمل دولًا خليجية أخرى.
وأضاف وزير الدفاع الباكستاني : “دعوني أوضح نقطة واحدة بشأن القدرة النووية الباكستانية : لقد ترسخت هذه القدرة منذ زمن بعيد عندما أجرينا الاختبارات، ومنذ ذلك الحين، لدينا قوات مدربة على ساحة المعركة، كما قال آصف”.
وتابع ، أن "ما لدينا والقدرات التي نملكها ستكون متاحة للسعودية بموجب هذه الاتفاقية".
مثّلت تصريحاته أول اعتراف صريح باستعداد باكستان لمدّ درعها النووي إلى المملكة العربية السعودية، وكانت الدولتان قد أعلنتا بالفعل أن أي هجوم على إحداهما سيُعتبر هجومًا على كلتيهما، ولم توضح إسلام آباد ولا الرياض ما إذا كان هذا يعني وصولا مباشرا إلى الترسانة الباكستانية.
ورجح محللون أن تُعتبر هذه التعليقات بمثابة تحذير لإسرائيل، التي لطالما اعتُبرت الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
السعودية توقع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المتبادل مع باكستان
وقعت المملكة العربية السعودية وباكستان "اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المتبادل" هذا الأسبوع، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الرياض قادرة على الوصول إلى الدرع النووي الباكستاني، في الوقت الذي تعتقد فيه إسرائيل أنها الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، رغم أنها لم تؤكد أو تُنف امتلاكها لهذه الأسلحة.
وصرح محللون لرويترز بأن الاتفاقية تعكس تراجع الثقة في الولايات المتحدة كضامن أمني، وصرح مسؤول سعودي رفيع المستوى لرويترز: "هذه اتفاقية دفاعية شاملة تشمل جميع الوسائل العسكرية".
ولم يُعلق المسؤولون في واشنطن وإسرائيل فورًا على الاتفاق، بينما قالت الهند إنها "ستدرس تداعيات هذا التطور على أمننا القومي، وكذلك على الاستقرار الإقليمي والعالمي".
يأتي هذا الاتفاق بعد أيام من الضربة الإسرائيلية على قطر، والتي أعربت دول الخليج العربية عن قلقها إزاءها، بينما أشار مسؤولون سعوديون إلى أن الاتفاقية تشمل "جميع الوسائل العسكرية".

العلاقات السعودية الباكستانية
صرّح العميد الباكستاني المتقاعد فيروز حسن خان، بأن السعودية قدمت "دعمًا ماليًا سخيًا لباكستان، مما مكّنها من مواصلة البرنامج النووي، لا سيما في ظل العقوبات المفروضة عليها"، وقال عادل سلطان، الضابط السابق في قسم الخطط الاستراتيجية الباكستانية: "لم تكن إسرائيل راضية قط عن الأسلحة النووية الباكستانية. لكن هذه القدرة متواضعة جدًا، وهي مُخصصة للهند فقط".
وقد واجهت باكستان عقوبات أمريكية لسنوات بسبب سعيها لامتلاك القنبلة، وفُرضت عليها عقوبات جديدة بسبب عملها في مجال الصواريخ الباليستية في نهاية إدارة بايدن، وكانت السعودية قد أعلنت سابقًا أنها ستسعى لامتلاك أسلحة نووية إذا حصلت عليها منافستها إيران، وجاء في بيان صادر عن الرياض أن الاتفاقية "تهدف إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين وتعزيز الردع المشترك".

النوووي الباكستاني
طورت باكستان برنامجها النووي في الأساس لمواجهة القنابل الذرية الهندية، وخاضت الدولتان المتجاورتان حروبًا متعددة ضد بعضهما البعض، وكادتا أن تنشب بينهما حرب مفتوحة بعد هجوم على سياح في أبريل في كشمير، ويُعتقد أن الهند تمتلك ما يُقدر بـ 172 رأسًا نوويًا، بينما تمتلك باكستان 170 رأسًا، وفقًا لنشرة علماء الذرة الأمريكية، وفق ما ورد عن صحيفة “أسوشيتد برس”.