تركيا تحذر من إخلال التوازن في قبرص بعد حصولها على منظومة دفاع جوي إسرائيلية

قال مسؤول في وزارة الدفاع التركية، إن أنقرة تتابع عن كثب محاولات إخلال التوازن في جزيرة قبرص، في إشارة إلى تقارير تحدثت عن حصول الحكومة القبرصية على منظومة دفاع جوي إسرائيلية متطورة.
وأضاف المسؤول، الذي تحدّث للصحفيين مشترطًا عدم كشف اسمه، أن بلاده "ستتخذ كل التدابير اللازمة لضمان أمن وسلام جمهورية شمال قبرص التركية"، معتبرًا أن "أي أنشطة تقوض السلام والاستقرار في الجزيرة قد تكون لها عواقب وخيمة".
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أفادت وسائل إعلام قبرصية بأن الحكومة القبرصية في الجنوب تسلّمت على مراحل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية من طراز "باراك إم.إكس"، وهي منظومة مضادة للطائرات من المنتظر أن تحل تدريجيًا محل منظومة "تور إم1" الروسية القديمة.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنه تمت ثلاث عمليات تسليم على الأقل، كان آخرها الأسبوع الماضي، في وقتٍ تلتزم فيه السلطات القبرصية السرية التامة بشأن برامج التسلح، بسبب التوترات المستمرة مع تركيا.
وفي السياق نفسه، رد وزير الدفاع القبرصي مؤخرًا على هذه التقارير بالتأكيد أن "قبرص دولة ديمقراطية مسالمة تخضع للاحتلال منذ 51 عامًا"، مشددًا على أن من واجب الحكومة تأمين الدفاعات اللازمة طالما لا يوجد حل سياسي ينهي الانقسام في الجزيرة.
الأزمة القبرصية
وتعود جذور الأزمة القبرصية إلى عام 1974، حين نفذت تركيا غزوًا عسكريًا للشمال القبرصي بعد انقلاب قصير نفذته جهات مؤيدة للاتحاد مع اليونان.
ومنذ ذلك الحين، تسيطر جمهورية قبرص المعترف بها دوليًا على الجنوب، فيما تُدير جمهورية شمال قبرص التركية الجزء الشمالي، وهي كيان لا تعترف به سوى أنقرة.
وبحسب مصادر قبرصية، فإن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات السلاح من روسيا بعد غزو أوكرانيا عام 2022، تسبب في توقف صفقات التسليح مع موسكو، وأدى إلى نقص في قطع الغيار الضرورية لأنظمة الدفاع الروسية القديمة، ما دفع نيقوسيا للبحث عن بدائل غربية وإسرائيلية.
وبينما تعتبر تركيا هذا التحول العسكري في قبرص تهديدًا للتوازن القائم في الجزيرة، تؤكد الحكومة القبرصية أنه إجراء دفاعي بحت في مواجهة استمرار الاحتلال وعدم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.