الأكثر حماية في العالم.. توتر جوي لطائرة ترامب فوق الأطلسي

في واقعة كادت أن تتسبب في حادث جوي غير مسبوق، شهدت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروفة باسم "إير فورس وان"، لحظات حرجة أثناء عبورها المحيط الأطلسي متجهة إلى المملكة المتحدة، بعدما اقتربت بشكل مقلق من طائرة مدنية تابعة لشركة "سبيريت إيرلاينز".
ووفقًا لما نقلته وكالة "بلومبرج" وعدة مصادر متخصصة بمراقبة الحركة الجوية، تم رصد الطائرتين وهما تحلقان على ارتفاع ومسار متقاربين فوق لونغ آيلاند في ولاية نيويورك، في منطقة تعد من أكثر الأجواء ازدحامًا في العالم.
ورغم وجود فارق أفقي قدره ثمانية أميال، إلا أن تقاطع المسارات المتوقع كان سيحدث عند مسافة لا تتجاوز 11 ميلًا، ما دفع أحد المراقبين الجويين لإصدار تعليمات عاجلة لقائد الطائرة المدنية بتغيير مسارها فورًا بمقدار 20 درجة نحو اليمين.
"اقتراب مقلق" يكشف هشاشة الأمان الجوي
وصف مراقبون الحادث بأنه "اقتراب مقلق"، لا سيما وأن الطائرة الرئاسية الأمريكية تصنف ضمن الأهداف الجوية ذات الأهمية القصوى، وتخضع لإجراءات حماية غير مسبوقة على المستويين المدني والعسكري. ويُنظر لأي اقتراب منها على أنه تهديد محتمَل يستوجب تدخلًا فوريًا.
وفي هذا السياق، أشار تقرير لشبكة "سي بي إس" إلى أن نبرة المراقب الجوي وتكرار الأوامر، على نحو غير معتاد، يعكسان مستوى التوتر والقلق من احتمالية تطور الوضع خلال لحظات.
ردود فعل وتبريرات
وأثارت الحادثة ضجة واسعة بعد أن تم الكشف عنها من قبل حساب مختص بمراقبة حركة الطيران على منصة "بلو سكاي"، قبل أن تتناقلها وسائل الإعلام الأمريكية والدولية، مشيرة إلى أن ما حدث يعيد تسليط الضوء على أهمية تعزيز البروتوكولات الأمنية في الأجواء، خصوصًا عند التعامل مع الطائرات الحكومية عالية الحساسية.
في محاولة للحد من الجدل، أصدرت شركة "سبيريت إيرلاينز" بيانًا أكدت فيه أن طاقم الرحلة التزم بجميع التعليمات الصادرة من المراقبة الجوية، وأن الطائرة هبطت بسلام في مدينة بوسطن دون أية مشاكل، مشددة على أن "السلامة هي أولوية قصوى لدى الشركة في جميع الرحلات".
وصول آمن بعد لحظات من القلق
رغم القلق الذي ساد اللحظات الحرجة، أكملت طائرة ترامب رحلتها بسلام، وهبطت في المملكة المتحدة بتأخير طفيف. وكان في استقباله وزوجته ميلانيا لدى وصولهما إلى وندسور الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون، قبل لقائهما بالملك تشارلز الثالث، والمشاركة في مأدبة رسمية أقيمت على شرف الرئيس الأمريكي.
خلفية أمنية مشددة
تعد طائرة الرئاسة الأمريكية من أكثر المركبات الجوية حماية في العالم، وترافقها في رحلاتها الدولية خطة أمنية متكاملة تشمل مراقبة دقيقة للمجال الجوي المحيط بها، وتخصيص مسارات محددة تخلو من الحركة الجوية المدنية، مع إبقاء مسافات أمان كبيرة بين "إير فورس وان" وأي طائرة أخرى.
ويعد تكرار الأوامر من قِبل المراقب، كما حدث في هذه الحادثة، أمرًا نادرًا ويعكس حالة من الاستنفار الفوري، في ظل قواعد صارمة يُفترض أن تضمن عدم اقتراب أي طائرة من الطائرة الرئاسية دون تصريح مسبق.
ورغم أن الحادث لم يسفر عن تصادم أو اختراق صريح للبروتوكولات، إلا أنه يعكس مدى الهشاشة التي قد تظهر حتى في أكثر أنظمة الطيران انضباطًا، ويعيد طرح أسئلة جدية حول كفاءة التنسيق بين السلطات المدنية والعسكرية في إدارة حركة الطائرات الحساسة.