بعد وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري.. تعرف على مسيرتها وإنجازاتها

أثار خبر وفاة الإعلامية يمنى شري حالة من الحزن العميق في الوسط الإعلامي العربي، بعدما أعلن عن رحيلها صباح الخميس عن عمر ناهز 55 عامًا، عقب صراع قصير مع مرض سرطان الرئة، غادرت يمنى شري الحياة في كندا حيث كانت تقيم مع عائلتها، لتترك خلفها إرثًا إعلاميًا غنيًا وتجربة إنسانية مؤثرة.
النشأة والبدايات
ولدت يمنى شري في لبنان عام 1970، ونشأت في بيئة محبة للثقافة والفنون، درست الإعلام في بيروت، ثم بدأت مسيرتها المهنية في تسعينيات القرن الماضي عبر القنوات اللبنانية، لتثبت نفسها بسرعة كواحدة من أبرز الوجوه الإعلامية الجديدة آنذاك.
المسيرة الإعلامية
تنوعت تجربة يمنى شري على مدى أكثر من عقدين، حيث قدمت برامج حوارية وثقافية عبر شاشات لبنانية وعربية، تميزت بأسلوبها الهادئ وقدرتها على إدارة الحوارات بعمق وموضوعية، وهو ما جعلها تحظى بمحبة واحترام جمهور واسع من مختلف الأقطار العربية، كما عملت في مجالات أخرى مثل التمثيل والتعليق الصوتي، لتترك بصمتها أيضًا في الإنتاج الفني والثقافي.
انتقالها إلى كندا
مع بداية الألفية الثانية، انتقلت يمنى شري إلى كندا للإقامة مع أسرتها، لكنها واصلت ارتباطها بالإعلام من خلال مشاركات وبرامج خاصة، كما ظلت حاضرة في المشهد الثقافي العربي عبر لقاءات وحوارات وكتابات، وجودها في كندا منحها مساحة أوسع للانفتاح على الإعلام الغربي والتواصل مع الجالية العربية هناك.
رحلة المرض والأيام الأخيرة
بحسب تصريحات مقربين، اكتشفت يمنى شري إصابتها بسرطان الرئة قبل نحو شهرين فقط، بعدما أجرت فحوصات طبية روتينية كشفت عن أورام خبيثة، ورغم أنها خضعت لفحوصات سابقة أظهرت نتائج سليمة، فإن المرض تطور بسرعة ليدخلها في مرحلة صحية حرجة، في الأيام الأخيرة، تعرضت لغيبوبة نقلت على إثرها إلى المستشفى، قبل أن تفارق الحياة صباح 18 سبتمبر 2025.
صدمة في الوسط الإعلامي
أحدث خبر الوفاة صدمة كبيرة بين زملائها وأصدقائها، تحدث الإعلامي جوزيف حويك عن اكتشافها المتأخر للمرض، مشيرًا إلى أنها واجهت معركتها بشجاعة رغم قصر فترة العلاج، بينما بادر عدد من الإعلاميين والفنانين إلى نعيها على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات مؤثرة.
تصدر وسم وفاة الإعلامية يمنى شري قائمة الأكثر تداولًا في لبنان وعدة دول عربية، عبر آلاف المتابعين عن حزنهم لفقدانها، مشيدين بمهنيتها وأخلاقها ومسيرتها الممتدة، بعض التغريدات ركزت على شخصيتها الإنسانية المتواضعة، فيما استعاد آخرون مقاطع من برامجها القديمة التي بقيت راسخة في ذاكرة المشاهدين.
إرث إعلامي وإنساني
برحيل يمنى شري، يخسر الإعلام العربي شخصية تركت أثرًا عميقًا في الذاكرة الجماعية، فهي لم تكن مجرد مذيعة أو مقدمة برامج، بل رمزًا للالتزام والاحترافية، وصوتًا يعكس قيم الحوار والاحترام، سيظل إرثها حاضرًا في قلوب من تابعوها وفي ذاكرة زملائها، ليؤكد أن الأسماء التي تبني رصيدها بالمصداقية تبقى حية حتى بعد رحيلها.