مدرسة من الخشب والأسى.. "عشة" تعليمية تهدد حياة 200 طفل بالمنيا (صور)

تتجسد قصة مريرة وصراع من أجل التعليم، في قرية الجندية بمركز بني مزار بالمنيا، داخل مبنى يشبه "عشة" أكثر من كونه مؤسسة تعليمية، يجلس أكثر من 200 تلميذ في فصول مبنية من الخشب المتهالك، تغطي الأكياس البلاستيكية فتحاتها بدلاً من الزجاج، هذه ليست قصة خيالية، بل حقيقة مدرسة عزبة الصباح البحرية، التي بناها الأهالي بجهودهم الذاتية منذ عام 2012، وتتحول الآن إلى مصدر خوف دائم من كارثة وشيكة قد تودي بحياة أبنائهم.

جهود ذاتية للحصول على حق التعليم وصرخات استغاثة في وجه الإهمال
تعود قصة المدرسة إلى عام 2012، عندما تصدى أهالي القرية لمحاولة الاستيلاء على قطعة أرض، وقرروا بعد ذلك استخدامها في بناء فصول دراسية لأطفالهم، بدأوا بجمع التبرعات وبنوا خمسة فصول بدائية، ثم أضافوا فصلاً أو اثنين كل عام حتى وصل العدد إلى 7 فصول، يضم كل منها حوالي 30 طالباً، ورغم أن وزارة التربية والتعليم اعترفت بالمدرسة وأرسلت إليها مدرسين، إلا أن المبنى ظل على حالته المتردية على مدار السنوات، لتتكرر نداءات الأهالي واستغاثاتهم إلى المسؤولين وأعضاء مجلس النواب، الذين وعدوا مراراً وتكراراً ببناء مدرسة حقيقية، لكن وعودهم لم تتحقق.

ننتظر وقوع الكارثة.. غضب الأهالي من تجاهل المسؤولين
يعبر الأهالي عن غضبهم وحسرتهم من تجاهل المسؤولين، حيث يقول محمد عباس، أحد أهالي العزبة: "أخاف على أولادي في كل لحظة، السقف متهالك والبناء كله أي كلام، هل ننتظر أن تسقط المدرسة على رؤوس أطفالنا لكي نتحرك"، ويزيد ولي أمر آخر يدعي أحمد، وهو أحد مؤسسي المدرسة المؤقتة، قائلاً: "أقولها الآن، إنها لن تُبنى إلا بعد وقوع كارثة، لأن عادتنا هي ألا نتحرك إلا بعد أن تقع الكارثة"، الأهالي طالبوا بتحويل قطعة أرض مجاورة، كانت عليها مستشفى قديم ومبنى عليها الآن وحدة صحية غير عاملة، إلى مدرسة لحماية أبنائهم.

مسؤول الأبنية التعليمية يحمل الصحة مسؤولية التأخير
أكد المهندس أحمد محمود عثمان، مدير فرع الهيئة العامة للأبنية التعليمية بالمنيا، ورداً على استغاثات الأهالي، أن حل الأزمة يقع في يد وزارة الصحة، وأوضح عثمان أن الهيئة لا يمكنها البدء في مشروع الإحلال والتجديد لتحويل الوحدة الصحية إلى مدرسة دون موافقة رسمية من وزارة الصحة، التي رفضت هذا الاقتراح، وأضاف قائلاً أن "الموضوع ليس تأخيراً أو تقصيراً من جانبنا"، بل يتعلق بالموافقة الرسمية التي لم تصدر حتى الآن.
