عاجل

سامح فايز: الإخوان "جماعة وظيفية" وتراجع دورها مع تقارب العرب يهدد التمويل

سامح فايز
سامح فايز

أكد سامح فايز، الباحث والخبير المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، أن المشهد الحالي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن جماعة الإخوان لم يعد لها وجود تنظيمي أو مؤسسي داخل مصر، مشدداً على أن الدولة المصرية تمكنت خلال السنوات الماضية من تفكيك البنية التنظيمية للجماعة وتجفيف منابعها الفكرية والمالية.

 وأوضح أن ما تبقى من الإخوان داخل مصر مجرد عناصر مشتتة لا تمتلك القدرة على إعادة إنتاج التنظيم مرة أخرى أو بناء قواعده.

ثلاث جبهات إخوانية في الخارج

وأشار فايز، خلال حواره على قناة "دي إم سي"، إلى أن الإخوان في الخارج يعيشون اليوم مرحلة انقسامات حادة وصراعات داخلية على النفوذ والمكاسب. وقال إن الجماعة تحولت إلى ثلاث مجموعات متصارعة، كل منها تدّعي تمثيل "الإخوان"، بينما الحقيقة أنها كيانات متشرذمة فقدت أي مشروع جامع. 

وأضاف أن هذه الانقسامات تعكس حجم الأزمة التي تمر بها الجماعة بعد فقدانها للحاضنة الشعبية في الداخل والدعم السياسي في الإقليم.

الإخوان يستهدفون هدم الدولة المصرية

وأوضح فايز أن ما يوحد هذه المجموعات رغم خلافاتها هو العداء المستمر للدولة المصرية، حيث تعمل أذرع الجماعة الإعلامية والسياسية من الخارج على مهاجمة مؤسسات الدولة ومحاولة النيل من استقرارها، مؤكدا أن هذا النهج يفضح غياب أي رؤية سياسية أو مشروع وطني لدى الجماعة، التي باتت تركز فقط على محاولات "الهدم والتشويه".

غياب مفهوم الوطن

ولفت الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية إلى أن جماعة الإخوان لا تمتلك وعياً بمفهوم الوطن والأرض، فالفكر الذي تأسست عليه الجماعة يقوم على أولوية التنظيم فوق الدولة، وهو ما جعلها تتعامل مع مصر على أنها مجرد ساحة أو أداة لخدمة مشروعها الأممي. 

وأضاف أن هذا النهج مثّل دوماً نقطة صدام بينها وبين الدولة الوطنية الحديثة، سواء في مصر أو في غيرها من الدول العربية.

سقوط المشروع الإخواني

وبيّن فايز أن الجماعة خسرت الكثير من نفوذها بعد فشل تجربتها في الحكم بمصر عام 2012، حيث أثبتت الممارسة العملية عجزها عن إدارة الدولة وانشغالها بتمكين كوادرها على حساب المصلحة العامة.

 وأوضح أن هذا السقوط السريع قضى على ما تبقى من "الهالة السياسية" التي كانت تحيط بها، وأفقدها القدرة على إقناع الشارع العربي بأنها بديل سياسي يمكن الوثوق به.

معركة الوعي.. الرهان الأكبر للدولة

وأكد فايز أن المواجهة مع الإخوان لم تكن أمنية فقط، بل قامت الدولة المصرية بخوض معركة وعي شاملة، استهدفت كشف خطاب الجماعة المتناقض وتوضيح حقيقة مشروعها أمام الرأي العام.

 وقال إن ما تحقق من تحصين للوعي الجمعي المصري كان الركيزة الأساسية في إضعاف التنظيم، مشيراً إلى أن أي محاولات للإحياء التنظيمي تصطدم الآن برفض شعبي واسع.

أزمة الشرعية في الخارج

وأضاف الخبير أن المجموعات الإخوانية في الخارج تعيش أزمة شرعية فيما بينها، حيث يتبادل قادتها الاتهامات بالاستئثار بالمال والقرار، لافتاً إلى أن الخلاف على الموارد المالية، القادمة من تبرعات أو دعم خارجي، صار أحد أبرز أسباب الانقسام.

 وأكد أن هذه الأزمات تجعل من المستحيل أن يعيد الإخوان بناء تنظيم دولي فاعل كما كان في السابق.

الدولة الوطنية في مواجهة الفكر العابر للحدود

وأوضح فايز أن الصراع مع الإخوان يعكس في جوهره المواجهة بين الدولة الوطنية الحديثة والفكر الأممي العابر للحدود. فالجماعة لا ترى في حدود الدولة قيمة، بل تنطلق من أيديولوجية تضع التنظيم فوق أي كيان سياسي، وهو ما يجعلها في حالة عداء دائم مع مفهوم الدولة القومية. 

وأكد أن هذا الفكر أصبح مرفوضاً شعبياً وإقليمياً بعد ما تسبب فيه من أزمات واضطرابات.

المستقبل بلا إخوان

واختتم سامح فايز تصريحاته بالتأكيد على أن مستقبل الجماعة يبدو مظلماً، فمع تراجع نفوذها وتفككها التنظيمي وغياب المشروع الوطني لديها، لم تعد تمتلك أوراق قوة حقيقية، مشدداً على أن الدولة المصرية نجحت في تجاوز أخطر مراحل المواجهة معها، وأن المعركة الآن تتعلق بالوعي واستمرار البناء الوطني الذي يُحصّن الداخل ضد أي محاولات لإعادة تدوير الجماعة أو استدعائها من جديد.

تم نسخ الرابط